لا أعني أنهم عنيفون ولا دمويون طبعاً بل أنهم قد يكونون بالفعل من أحفاد جنكيز خان! لا تستغربوا هذا السؤال فالدراسات الحديثة تثبت أن 0.5٪ من إجمالي عدد سكان العالم قد يكون من أحفاد جنكيز خان! كيف تعرفون إن كنتم أنتم أو أولادكم من أحفاده أيضاً؟ علامة واحدة تكفي لتحديد ذلك!!!
أشارت دراسة أجريت منذ بعض الوقت أن هذا المحارب الأسطوري من القرن الثالث عشر الذي حكم أكبر إمبراطورية في التاريخ قد ترك بصمته بأكثر من طريقة على الأراضي التي فتحها.
يخبرنا التاريخ أنه بعد أن كان جيش جنكيز خان يفتح دولة جديدة فإنه لم يكن يكتفي بنهبها فقط بل كان يغتصب النساء فيها. وكان خان يختار أولاً النساء من بين الأسيرات. ويبدو أن الكروموزوم y، أي ذلك الذي يؤدّي عند الرجل إلى إنجاب الصبيان، كان طاغياً بشكل كبير عند جانكيز خان والمتحدّرين منه. كما تمّ أيضاً توثيق مآثر أبنائه وأحفاده في هذا المجال، إذ إن أحد أحفاده كان له 40 ابناً، وأحد أبناء أحفاده 22 ابناً، إذ كان يضيف 30 من العذارى إلى حريمه كل عام، فمن يعلم كم من الأطفال أنجب! ذلك منح فرصاً رهيبة لنشر جينات جنكيز خان بشكل جامح وترك إرث وراثي لا يزال موجوداً في عدد لا يصدق من الأفراد حتى اليوم. إذ يبدو أن 0.5 ٪ من إجمالي عدد سكان العالم قد يكون من أحفاد جنكيز خان!
ما قصة العلامة الزرقاء التي تثبت أنك أنت أو أولادك من سلالة جنكيز خان؟
ولد الطفل المنغولي، “تانونجين” منذ 1000 سنة تقريباً. لكنه حين أبصر النور لم يكن يتنفّس. فأخذه والده اليائس بين يديه وأمسكه من ساقيه بحيث تدلّى رأسه إلى الأسفل وراح يصفعه بقوة على مؤخّرته لدرجة أن الطفل شهق وعاد يتنفس ونجا من الموت. لكنه احتفظ لبقية أيامه بعلامة زرقاء على مؤخّرته جراء الضرب المبرّح الذي تلقاه. وأصبح هذا الطفل فيما بعد جنكيز خان، أي ملك الأرض، التي كان جزء كبير منها تحت حكمه حين توفي عام 1227.
وقد ذكر التاريخ أن جحافل المغول ارتكبت جرائم اغتصاب ونهب وضمت الدول من الصين إلى بلاد فارس إلى امبراطورية جنكيز خان. بلغ جيشه الجرار تضاريس سيبيريا الصعبة وفتح مدناً شهيرة في ذلك الوقت مثل طشقند وبغداد وبخارى. كما غزا المغول شمال الهند وأفغانستان. وفي 1222، هزم الجيوش الروسية والبلغارية. في وقت وفاة جنكيز خان، كانت إمبراطوريته تمتدّ من النهر الأصفر في الصين إلى دنيبر، في روسيا.
كانت العلامة الزرقاء أسفل الظهر تظهر بوضوح على كلّ أحفاد جنكيز خان بدءاً بأبنائه الأربعة الذين منح كلّ منهم ربع الإمبراطورية بعد وفاة والدهم. هؤلاء بدورهم مرّروا تلك “العلامة المميّزة” إلى أبنائهم وهكذا حتى يومنا هذا. فإذا كان لديكم أطفال يحملون علامة جنكيز خان المغولية، أي البقعة الزرقاء، يمكنكم المطالبة بالنسب إلى الملك المحارب. لكن تذكروا أن عدد المطالبين بهذا الحقّ كبير جداً ولا أمل لكم بالحصول على شيء يذكر من ميراثه!
البقعة المنغولية الزرقاء تشخّص اليوم كحالة سريريّة لكثرة انتشارها. إذ تشير الاحصاءات إلى أنها تظهر لدى 90 في المئة من الأميركيين الأصليين ولدى المتحدّرين من أصل أفريقي، وأكثر من 80 في المئة من سكان آسيا، ولدى 70٪ من أولئك الذين لهم أصول لاتينية.
تظهر البقعة المنغوليّة الزرقاء عند الولادة أو بعدها بقليل. وهي عبارة عن بقعة مسطّحة مزرقّة تميل إلى اللون الرمادي وغالباً ما تكون غير منتظمة الشكل. نجدها عادة عند قاعدة العمود الفقري، وأحياناً على الأرداف أو الظهر، وفي حالات نادرة يمكن أن تصل إلى الكتفين. يعتقد البعض أنها كدمة من جراء الولادة أو وحمة لكنه أصبح من الثابت أنها علامة وراثيّة. تتلاشى هذه البقعة مع الوقت عادة فلا تعود ظاهرة لكن يمكن ان يبقى لها أحياناً أثر طفيف.
الوحمة الزرقاء الغريبة على قفا أولادكم يبدو أنها طريقة جيدة للتحقق من النسب إلى نسل الرجل الذي غزا العالم. على أمل ألا يكونوا قد ورثوا شيئاً من عنفه وطمعه وحبّه للحرب. هذه الوحمة كافية جداً!