بدت لها طفلة لاهية ولكنها عندما عرفت حقيقتها انصدمت واتشح قلبها بالسواد

براءة الاطفال :


إنها قصة الطفلة التي أبكت الملايين… هذه القصة تظهر لنا أننا نعلق في أنفسنا بحيث لا نشعر بأن من حولنا يعاني أيضاً… ولكن هذه الطفلة فتحت عيني هذه المرأة.

كانت في السادسة من العمر عندما التقيتها للمرة الأولى على الشاطئ قرب بيتي.

غالباً ما كنت أقصد هذا الشاطئ الذي يبعد 5 الى 6 كيلومترات حينما يبدو لي أن كل ما حولي ينهار.

كانت الفتاة تبني قصراً من الرمل أو شيئاً شبيهاً وعندما رفعت عينيها وجدتهما زرقاوين بلون البحر.
اقرأ أيضاً: أنزلوا هذه الطفلة من السيارة وتركوها على جانب الطريق لأسباب خاطئة

قالت لي:” هالو”، فأجبتها بانحناءة فلم أكن في مزاج رائق لأتعب نفسي في التحدث مع طفلة. قالت لي:

” أنا أبني .” أرى ذلك ..ما هذا؟” سألتها من دون اكتراث. فردت:” لا أعرف .. أحب الشعور بالرمل” … فكرت: هذا يبدو جيداً..وخلعت حذائي .. كنت أسمع عصفور الطيطوي يغرد قريباً.. فسمعتها تعلق على تغريد عصفور الطيطوي الصغير:” إنه مفرح.. أمي تقول إن طير الطيطوي يجلب لنا الفرح” .. وابتعد الطائر نحو الشاطئ فقلت لنفسي :” وداعا يا فرح وأهلاً بالألم”. وبدأت أمشي ..كنت يائسة فحياتي مقلوبة رأساً على عقب.. “ما اسمك؟” .. لم تشأ تلك الطفلة الاستسلام.

فقلت:” أنا روث باترسون”
– انا ويندي وعمري 6 سنوات.
– أهلاً ويندي.
ضحكت الطفلة:” أنت مرحة”
رغم كل حزني.. ضحكت أيضاً وأكملت سيري… ولكن ضحكتها الموسيقية تبعتني .
فنادتني:” عودي من جديد لنستمتع بيوم سعيد آخر” .

أيامي التالية كانت مشحونة بالضغط النفسي والالتزامات والكشافة ولقاء الأهل وأمي المريضة..في يوم من هذه الأيام كانت الشمس ساطعة .. فقلت لنفسي “أنا بحاجة إلى طائر الطيطوي”.وأخذت سترتي … وتوجهت إلى الشاطئ.. كان الشاطئ بانتظاري.. كان الهواء بارداً هناك ولكني كنت بحاجة للاختلاء بنفسي على الشاطئ وكنت قد نسيت الطفلة لذا أجفلت عندما ظهرت…

– مرحباً . هل تريدين أن تلعبي.
فسألتها بشيء من الانزعاج :” بماذا تفكرين؟”
– لا أعرف. اختاري أنت
فسألتها هازئة:” ما رأيك بالحزازير؟”
ضحكت بفرح:” لا أعرف ما معنى ذلك؟”
اقترحت عليها: ” ماذا لو تمشينا فقط؟
لاحظت مدى جمال وجهها الصغير:” أين تعيشين؟”
أشارت إلى صف من المنازل الصيفية :” هناك”
غريب.. إنه الشتاء.” إلى أي مدرسة تذهبين؟”

” أنا لا أذهب إلى المدرسة ، أمي تقول إننا في عطلة ” وتابعت تتحدث معي طوال سيرنا على الشاطئ. عندما تركتها لأعود إلى منزلي قالت لي ويندي: لقد كان يوماً سعيداً.. شعرت ويا للغرابة! أنني في حال أفضل..فابتسمت لها وودعتها.
اقرأ أيضاً: تركت طفلها في السيارة . بعد قليل اكتشفت أي خطأ قاتل ارتكبته

بعد 3 أسابيع هرعت إلى الشاطئ في حالة من الذعر.. لم أكن في مزاج للقاء أحد حتى ويندي. فكرت أني إذا استطعت رؤية والدتها على الشرفة ، فقد أطلب منها أن تبقي ابنتها في البيت..

ولكن.. تجري الرياح بما لا تشتهي السفن.. وعندما رأيت ويندي تقترب مني قلت لها بسرعة:” اسمعي إن كنت لا تمانعين أفضل أن أكون وحدي اليوم “… بدت شاحبة على غير عادة وكانت أنفاسها مقطوعة.. سالتني :” لماذا”
التفتت إليها وصرخت بها :” لأن أمي ماتت”” .. فكرت . يا إلهي..لماذا أقول ذلك لطفلة صغيرة..

قالت:” آه! إنه يوم حزين إذن”
فرددت عليها:” نعم هو كذلك.. وكذلك كان أيضاً البارحة وما قبل البارحة.. هيا إذهبي”
” هل كان مؤلماً؟” كنت يائسة منها ومن نفسي
– متى ماتت؟
انفجرت غير قادرة على فهم حزني:” طبعاً.. مؤلم” ورحلت..
اقرأ أيضاً: ما فعله هذا الأب من أجل طفله يتخطى القدرة البشرية ! كيف يستطيع رجل أن يفعل هذا ؟

بعد شهر عندما عدت إلى الشاطئ لم تكن هناك… .. شعرت بالذنب والخجل من نفسي وكان علي ان أعترف أني أفتقدها .. فكان أن لملمت شجاعتي وقصدت البيت الصيفي… قرعت الباب.. ففتحت لي الباب امرأة ذات شعر عسلي .. قلت لها:” هالو.. أنا روث باترسون.. افتقدت ابنتك اليوم وأنا أتساءل أين هي ؟”

– تفضلي سيدة باترسون .. لقد تكلمت وندي عنك كثيراً .. أنا أسفة إن كانت قد أزعجتك.. أقبلي رجاء اعتذاري”
– لا أبداً.. إنها طفلة رائعة… أين هي؟
– ماتت ويندي الأسبوع الماضي .. كانت مصابة بسرطان الدم. لعلها لم تخبرك.
صعقني الخبر فانهرت على الكرسي…

قالت الأم:” أحبت الشاطئ كثيراً. لذا عندما طلبت المجيء إلى هنا لم نستطع الرفض.. بدت بحال أفضل هنا وكانت بالنسبة لها كما قالت اياماً سعيدة.. ولكن وضعها تدهور بسرعة” ..وتهدج صوتها:” لقد تركت لك شيئاً.. هل تنتظرين لحظة حتى أجده؟ ”
اومأت برأسي بغباء..وكان رأسي يدور ويدور..فماذا بإمكاني أن اقول لهذه الأم؟

عادت أمها تحمل مغلفاً مكتوب عليه بخط طفولي عريض ” السيدة باترسون” . في داخل المغلف كان هناك رسمة بالألوان : شاطئ اصفر، بحر أزرق، وعصفور بني وتحته مكتوب:

” عصفور الطيطوي ليجلب لك الفرح”.
انهمرت دموعي، وقلبي الذي نسي كيف يحب انفتح على مصراعيه ..فأخذت أم ويندي بين ذراعي:” أنا آسفة، أنا آسفة” ورحت اكرر ذلك مراراً وتكراراً وأجهشنا معاً بالبكاء.
هذه الصورة وضعت لها إطاراً وعلقتها في مكتبي.. إنها هدية من طفلة، عيناها بلون البحر وشعرها بلون الرمل ، أعطتني هبة الحب…

هذه القصة تجعلك بكل تأكيد تتوقف وتفكر.. فالكلمات الأخيرة هامة جداً لأنك لا تعرف متى قد تُقال.. رسالة الصغيرة ويندي ساعدت هذه المرأة على إيجاد السعادة والفرح في الحياة.

نتمنى في آي فراشة أن تشاركوا هذه القصة المؤثرة مع أصدقائكم ومعارفكم حتى ينتبه كل منا إلى قيمة ما عنده.

 

اطفالالسعادةالفرحالقدرة البشريةتربيةطائر الطيطوي