النقص بالتمارين الرياضية ونتائجه:
قلة الحركة هي أحد أهم عوامل الخطر في نمط حياتنا الراهن. مع التطور الصناعي في البلدان وتراجع الاعتماد على الأعمال الزراعية تحول العمل العضلي الذي كان يقوم به المزارعون والحرفيّون إلى عمل في الشركات واحتلّت الآلات مكان قسم من مجهود العضلات.
ومع تطوّر المعلوماتية والإنترنت تفوّقت مهمات المراقبة على العمل البدني. وأصبح الإنسان المعاصر يمضي أغلب أوقاته جالسًا أمام شاشة الحاسوب كما يجلس إلى الطاولة وفي وسائل النقل أو أمام شاشة التلفاز مساءً. ولكن جسمنا المصَمَم من أجل الحركة بحاجة للتمارين (تشكل العضلات نسبة 50% من وزن الجسم).
عندما يضعف مجهود العضلات تصبح تغذية الإنسان المعاصر غنية أكثر فأكثر.
النتائج الناجمة عن هذا الأمر تضرّ بصحتنا بشكل خطير:
- المفاصل تصدأ بسبب النقص في الحركة
- تميل كتل العضلات إلى الضمور
- تظهر مشاكل ترقق العظم أي يصبح العظم هشًا أيضا
فالخطر الأكبر لغزو الفضاء على روّاد الفضاء كان ترقق العظم. ينطبق الأمر نفسه على حالة عدم الحركة لوقت طويل.
تناول المأكولات الغنية بالدهون والنشويات، من دون القيام بحركة لاستهلاك الطاقة التي تمنحها هذه المأكولات، يسبب زيادة في الوزن وتكدّس الدهون في الدم وفي الأنسجة والإصابة بالسكّري وارتفاع ضغط الدم في الأوعية الدموية وانسداد الشرايين.
وقد استُبدِل إرهاق العضلات بإرهاق الأعصاب الأمر الذي أدى إلى استهلاك المنشطات المضرّة بإفراط كالتبغ والكحول والقهوة. ويؤدي الضغط النفسي إلى الإفراط في استهلاك المهدّئات والأرق إلى تناول المنومات بشكل متكرر.
حسنات التمارين الرياضية:
ممارسة التمارين الرياضية شيء علاجي. ولكي تكون هذه التمارين فعّالة يجب أن تُمارَس بانتظام ويوميًا. تتعدد حسنات التمارين الرياضية المنتظمة ونذكر منها:
– تسمح بمحاربة تصلّب المفاصل (الأنكيلوسيس) وترقق العظم وتؤدي إلى نمو العضلات بشكل متناسق.
– تساعد على حرق الدهون والسكريات الزائدة التي تملأ الجسم وتخفف الوزن الزائد من خلال استبدال قسم من الكتل الدهنية بعضلات نوعيتها جيدة. وبعد ان تُحرَق الدهون الموجودة في الدم، ينخفض مستوى الكولستيرول السيئ (البروتينات الدهنية والدهون الثلاثية) ويرتفع مستوى الكولستيرول الجيد (البروتين الدهني العالي الكثافة) الذي يحمي الأوعية الدموية. كما تؤدي الرياضة إلى تأخير تصلّب الأوعية الدموية.
– ترفع معدّل نبضات القلب وتعدّل ضغط الدم في الأوعية: فالقلب هو عضلة أيضًا.
- إنها عامل أساسي لسلامة التنفّس. فالرياضة تزيد من تهوئة قصبات الرئتين والرئتين والدورة الدموية فيها. إنها أحد أفضل الوسائل لتأمين افضل صرف لإفرازات قصبات الرئتين والجيوب الأنفية ولمحاربة انسداد الأنف الذي يتكرر عند الأشخاص الذين يمضون القسم الأكبر من وقتهم في غرف دافئة جدًا أو جافة جدًا أو مليئة بالدخان وفي الوقت عينه يأكلون بإفراط من دون أن يحرّكوا جسمهم.
- تمنح توازنًا عصبيًا أفضل وتساعد على محاربة التوتّر والتحرر من النشاط المفرط الناجم عن استهلاك التبغ والكحول وتسهّل نوعية جيّدة من النوم لا سيما النوم العميق والمرمّم.
- تحفّز المناعة المضادة للالتهاب التي تترافق مع زيادة في عدد الخلايا اللمفاوية والخلايا الحُبَيبِية ومادة الإترلوكين الوسيط الكيميائي لتحفيز خلايا المناعة.
يقول البروفيسور بريس ليتاك:” الشخص النشيط المتمرّن بشكل جيّد يصعد السلالم بفرح سعيدًا بتشغيل تنفسه وقلبه…وحين يتعوّد
الجسم بواسطة التمارين الرياضية على الجهد المنتظم ستبدو جهود الحياة اليومية أسهل بكثير.”