يظهر النشاط الزائد عند الأطفال على شكل طاقة يبدو كأنها لا تنفد بل تتعب محيطه ومعلّميه بطريقة لا تحصل مع أطفال من عمره. عندما يكون النشاط الزائد كبيرًا فهو يتطلّب تدخّل أخصّائي. وعلى الأمد الطويل يمكن للنشاط الزائد أن يسبب الإنحراف.
يبدّل الطفل المفرط الحركة نشاطاته من دون توقّف.
إنه مشتّتٌ وفوضويّ، لا يستطيع أن يركّز في المدرسة إلّا على ألعابه المفضّلة. نتائجه المدرسيّة متدنّية في أكثر الأحيان.
وبما أنه دائم الإضطراب هو أيضًا قليل الصبر ويمكن أن يبدي نوبات غضب عنيفة. ويمنعه طبعه السّيّئ وردات فعله المتطرّفة من التّأقلم إجتماعيًا عدا عن أن طاقته تتخطّى الحدود فلا يعود قادرًا على النوم.
نادرًا ما يسلم أهله من حالته وينتهي أمرهم بالإرهاق بسبب هذه الدوامة التي تسبّب ضوضاء دائمة في وجودهم.
البعض يحسدونه على هذه الحيوية. ولكن هذا الفرط في الحيوية غير طبيعي.
من الطبيعي أن يتحرّك الطفل كثيرًا وألّا ينفّذ الأعمال التي يعتبرها مملّة لمدة ساعات طويلة.
ولكن ليس من السّهل أن تميّزوا بين الحيوية المفرطة والنشاط الزائد.
النشاط الزائد: الأسباب
ما زالت أسباب النشاط الزائد عند الأطفال تُفَسَّر بطريقة خاطئة. وقد كشفت بعض النظريات والفرضيات عن نتائج ملموسة وممتازة. تمامًا كما هي فرضيّة الحساسية على الطعام.
من بين الحساسيّات الممكنة هناك بعض الحساسيات على المواد الحافظة الموجودة في بعض الأطعمة الصّناعية.
قد يكون الأطفال حسّاسين على بعض الأطعمة كالحليب ولحم البقر والموز و…الشوكولاته.
في حالات أخرى ينتج فرط الحركة والصعوبات في التّعلّم عن نظام غذائي فقير بالمغذّيات ويحتوي على الكثير من السكّريّات. هل تعلمون مثلًا أن الأطفال يتأثرون بالسّكّر 25 مرة أكثر من الإنسان الراشد؟
في الواقع يحرّك السّكّر عند الأطفال إفراز الأدرينالين أحد الهورمونات الأساسية للتّوتّر.
إلى جانب الأسباب الفيزيولوجية هناك أيضًا الصدمات العاطفية. يمكن لوسط عائلي مضطرب أو للإغتصاب أو للهجرة إلى بلد آخر أن تسبب فرط التّوتّر عند الأطفال الأمر الذي يجعلهم كثيري الحركة.
العلاجات الطبيعية للنشاط الزائد
إذا كانت الحساسية على الطعام هي السّبب تجنّبوا أوّلًا الأطعمة المسبّبة للحساسيّة بقدر الإمكان.
وفي المقابل طبّقوا الطرق التالية التي ستكون مفيدة مهما كان سبب فرط الحركة.
– الاستحمام
الحمّام بالزيزفون يساعد على تهدئة الأطفال الكثيري الإنفعال. إنقعوا مقدار 100 غ من زهر الزيزفون في الماء الساخن وصفّوا المزيج واسكبوا النقيع في ماء الاستحمام.
– التدليك
في الماضي كانوا يضربون الأطفال الكثيري الحركة ولكن الطريقة القاسية لا تعطي إلا النتائج السلبية.
إذا كان لهذه الطريقة بعض المفعول على الأمد القصير إلا أن آثارها السلبية لن تظهر إلا بعد أمد طويل.
على عكس ذلك يؤدّي التدليك إلى نتائج قصيرة الأمد مذهلة. في الواقع أُثبِت منذ سنين أن التدليك يزيد من إنتاج الأندورفين وهو هورمون مخدّر ومسكّن. إذًا يسمح التدليك بتثبيت الحركة غير الطبيعية وبتخفيف آثار هورمونات التوتّر كالأدرينالين. ومع دمج التدليك بنظام أكل بعيد عن الأطعمة المسبّبة للحساسيّة يمكنكم أن تحصلوا على نتائج ممتازة!