غالباً ما يثير هذا السؤال اهتمام الوالدين الشابين: كيف يتمكّن هذا الرضيع الحديث الولادة من رؤية العالم الخارجي؟ كيف نكلّمه، وكم يجب أن نبتعد عنه للتواصل معه بشكل أفضل؟ إليكم الأجوبة.
البصر، هو الحاسة الأقل نموّاً لدى الرضيع. منذ زمن بعيد، كان الأطباء يظنون أن المولود الجديد يكون أعمى كليًا، تمامًا مثل بعض الثدييات التي لا تفتح عينيها إلا بعد مرور حوالى 10 أيام على ولادتها.
هذا كلام غير صحيح بالطبع، لأن المولود الجديد يبصر منذ ولادته، حتى أنه يرى داخل الرحم منذ الشهر السابع من فترة الحمل
ولكن في الأسابيع الأولى من الولادة، يختلف نظر الطفل عن نظرنا، لأن التقارب بين عينيه يكون غير دقيق في البداية، وهذا يعني أن نظر الطفل يكون مضطربًا في كل ما يتطلّب تغييراً في تحريك عدسة العين أي كل ما يقع على بعد 40 سم من عينيه. فالتكيّف ودقة الصور لا يتمّان فعلياً إلا في نهاية الشهر الأول.
وبغض النظر عن كل شيء، يُظهر الطفل منذ اليوم الأول إشارات اهتمام وتمييز للوجوه والأشكال الهندسية (تعاقب الدوائر والأعمدة والغوامق والفواتح).
من هنا نشدّد على أهمية مراقبته باستمرار والبقاء بالقرب منه مبتسمين بهدف لفت انتباهه وليشعر بالطمأنينة.
المولود الجديد يعرف صوت أمه
يتفاعل الجنين مع التحفيزات الصوتية منذ الأسبوع الثاني والعشرين من فترة الحمل وتكون حاسة السمع عنده ممتازة منذ لحظة الولادة. وهذا يعني أن أي ضجيج قوي يوقظه أو يخيفه. وعلى العكس، يهدأ الطفل عند سماع أنواع أخرى من الأصوات، ولكن يجب أن يكون إيقاعها منتظماً ليتوقّف عن البكاء.
وأثبتت بعض الدراسات أن المولود يفضّل سماع صوت بشري، فهو يبكي لأنه بحاجة إلى التأقلم مع محيطه الجديد، لذاعليكم أن تكلّموه أكثر، حتى لو لم يفهم كلماتكم، فهو سيتفاعل مع صوتكم.
والجدير بالذكر أن حاستي السمع والبصر يمكن فحصهما قبل الولادة بواسطة تحاليل بسيطة ولا تؤلم الطفل.