إنها مذكرات أم كتبتها تخليداً لذكرى ابنها Naoya.
الكتاب هو مجموع حواراتها مع ابنها عندما كان يحارب مرض السرطان.
لمدة 4 سنوات، شاهدت الأم ابنها يحارب بشجاعة ضد هذا المرض. كان Naoya صبياً يؤثر دائماً الآخرين على نفسه، كان فخوراً ويؤمن بالمستقبل حتى في أشد اللحظات ألماً. كان خجولاً وقوياً في نفس الوقت، مختلفاً عن الأولاد الآخرين ومؤثراً جداً، هذا الصبي ذو السنوات 9 لامس قلوب العديد من الناس وألهم الكثيرين غيرهم، حتى لا يتخلّوا أبداً عن كل أمل.
ولد Naoya Yamazaki في سنة 1992 في مدينة Kanazawa اليابانية. عندما كان صغيراً،
كان مشاغباً كغيره من الأطفال، كما تقول أمه. كان عمره 5 سنوات فقط عندما غزاه المرض.
كان سرطاناً من نوع Ewing Sarcoma وهو مرض نادر يصيب ولداً من أصل 100000.
تنتشر الخلايا السرطانية في عظام الجسم وأنسجته، ولهذا كان يجب أن يخضع Naoya لجلسات أشعة مكثفة لتجنب انتشار المرض ونموه.
قام الأطباء بإزالة الأورام من جنبيه عن طريق عملية، لكن العلاج الكيميائي على مدى بضعة أسابيع، تسبب له بتأثيرات جانبية خطرة.
استطاع أخيراً أن يعود إلى المدرسة ولكن الأورام عادت إلى الانتشار بدون توقف في كل أنحاء جسمه.
وفي كل مرة، كان الأطباء يجرون له عملية، وفي كل مرة كان عليه أن يخضع لجلسات علاج كيميائي.
كانت أمه Toshiko دائماً بجانبه. كان قلبها يتحطم عندما ترى ابنها يتحمل هذه الآلام، وتكرر له دائماً : ” ليتني كنت مكانك ! “. لكن في كل مرة كان Naoya يسمع أمه تقول هذا، كان يحاول أن يقنعها بالعكس.
…لكن في كل مرة، كان Naoya يعارضني بقناعة كبيرة.
كان يهز رأسه ويقول : ” لا، أنت لا تستطيعين. يجب أن يكون أنا. وحدي أنا يمكن أن أتحمل هذا. سيكون هذا كثيراً عليك أمي “.
كان يرفض بكل بساطة.
الألم الذي كان يسببه له مرض السرطان كان لا يحتمل والتأثيرات الجانبية للعلاج الكيميائي كانت قاسية جداً.
لكنه لم يشكُ أبداً، ولم يدع أمه تقلق عليه أبداً. بالعكس، كان يحاول أن يعيد الابتسامة إليها دائماً.
برغم إرادته الحديدية، ازدادت حالة Naoya سوءاً. في تموز/يوليو 2001، بلغ السرطان النخاع العظمي، وهذا يعني أن الخلايا السرطانية انتشرت في كل جسمه. لم يعد هناك شيء يستطيع أن ينقذ الصبي الصغير. كان عمره 9 سنوات.
كان الألم يشتد كل يوم لكن Naoya كان يؤمن دائماً بشفائه وكان يرجو الأطباء أن يجروا له عملية، برغم أن الشيء الوحيد الذي كانوا يستطيعون فعله هو أن يزيدوا جرعات المورفين.
أخيراً، ضغط التهاب الحنجرة على المجاري التنفسية وذات ليلة اختنق Naoya. عندما شاهدت Toshiko
ابنها يرتجف ويتشنج ويلهث للحصول على الأوكسجين، أصيبت بنوبة ذعر. خرجت من الغرفة راكضةً وهي تصرخ طالبةً الطبيب. لم تستطع أن تتحمل رؤية اللحظات الأخيرة من حياة ابنها.
عندما تراجع خطر الاختناق، أعلم الأطباء الأم أن الطفل لن يعيش على الأرجح أكثر من نصف يوم. عادت Toshiko إلى غرفتها وحاولت كل ما في وسعها لتبقى هادئة. في هذه اللحظة قال لها Naoya :
” ماما، إذا مت وأنا أعاني هكذا، قد تصبحين ربما مجنونة. لهذا سأبذل كل جهودي لأبقى حياً. مع أن هذا صعب جداً. أعرف ما فعلته من أجلي ماما. لقد صرخت “دكتور بسرعة !” لا تقلقي. لن أموت أبداً هكذا. أريد أن أعيش وأصبح رجلاً عجوزاً ذات يوم. إذا حاولت بعد، ستصبحين سعيدة دائماً في النهاية. هناك لحظات صعبة جداً، ولكن كل شيء سيكون على ما يرام “.
كان على وشك الموت وهو يتحمل آلاماً فظيعة، لكن الشيء الأول الذي خطر بباله هو أن يطمئن أمه.
لفظ Naoya أنفاسه الأخيرة يوم 2 تموز/يوليو 2001. بعد أسبوعين من الموعد الذي حدده الأطباء لموته.
ووجد الأطباء هذا معجزة لا يستطيع العلم أن يشرحها. اعتقد كل الناس أن إرادته الحديدية هي التي أبقته على الحياة هذه الفترة. خلال وجوده في المستشفى، قال هذه الكلمات لإحدى الممرضات :
” أتعرفين، لا أستطيع أن أموت الآن. أمي ليست جاهزة نفسياً ولهذا لا أستطيع أن أموت هكذا “.
ربما لكي يستطيع أن يرحل بسلام، كان يعلم أنه يجب أن يعطي القليل من الوقت بعد لأهله.
تم تشخيص السرطان عند Naoya بعمر 5 سنوات وأجريت له 4 عمليات قبل أن يبلغ ال 9 سنوات.
لقد أمضى عملياً نصف عمره في المستشفى. لكنه حارب بشجاعة وبقي الولد المحب واليقظ الذي كانه حتى النهاية.
عندما مات، لم تستطع Toshiko أن تبكي لأنها تذكرت أن ابنها قال لها ؛ “ماما، لا تحزني عندما أموت. يجب أن تكوني سعيدة وأن تواصلي حياتك. الروح أبدية حتى عندما يختفي الجسم “.
تناقلت وسائل الإعلام اليابانية مذكرات Toshiko وقصة Naoya على نطاق واسع،
وهذا سمح للكثير من الناس أن يتذكروا أهمية الحياة. إذا لامست كلمات Naoya المحبة لعائلته وللحياة أعماق قلوبكم، شاركوا قصته مع كل من تعرفونهم.
خاض Naoya معركة جبارة وبقي على قيد الحياة من خلال كلماته المليئة بالحكمة. في اللحظات الصعبة،
أتذكر كلماته :” حاولوا أيضاً وستكونون سعداء “. هناك العديد من الأشخاص الذين كافحوا ليعيشوا وانتهى بهم الأمر إلى الموت. نحن، الباقون على قيد الحياة، يجب أن نبذل جهدنا كل يوم لنتذكر أن نحب الأشخاص العزيزين على قلوبنا. شكراً Naoya !