هناك 3 أسباب أساسية تجعل القمح غذاءً سيئاً لجسمكم ويسبب ضرراً أكثر مما يسبب نفعاً…
إليكم هذه الأسباب من ifarasha :
السبب#1 – يسبب القمح خللاً في مستوى السكر في الدم، في تسكّر الخلايا، في تسارع الشيخوخة، في زيادة الوزن ومخاطر السكري.
قبل أن نقول لكم لماذا يمكن للقمح أن يسرّع عملية الشيخوخة في جسمكم، سنوضح بعض العمليات الكيميائية البسيطة في جسمكم…
أولاً سنتطرق لموضوع “التسكر glycation” والمواد المسماة المنتجات النهائية للتسكر المتقدم (AGEs). هذه المركبات الصغيرة البغيضة تسرع عملية الشيخوخة في جسمكم وتؤدي إلى أضرار فيما يتعلق بطول عمر أعضائكم، بمفاصلكم وشيخوخة الجلد.
إذا عرفنا هذا، فما هو أحد أكبر العوامل التي ترفع إنتاج ال AGEs في جسمكم ؟ هذا قد يدهشكم، لكن معدل السكر المرتفع في الدم يمكن أن يزيد، مع مرور الوقت، بشكل كبير عدد ال AGEs ويسرع شيخوخة الجسم.
لهذا فأغلب المصابين بالسكري النوع الثاني يبدون أكبر من عمرهم الحقيقي. لكن هذا التأثير في العمر لا يقتصر فقط على المصابين بالسكري…
لنعد إلى الطريقة التي يسبب بها “القمح الكامل” كل هذا…
إذا كان هناك شيء أكيد، فهو أن كبريات شركات تسويق الصناعات الغذائية العالمية تريد أن تجعلكم تعتقدون أن “القمح الكامل” صحي بالنسبة لكم…
…لكن في الواقع، القمح الكامل يحتوي نوعاً نادراً جداً من النشويات (غير موجود في أنواع الأغذية الأخرى) يسمى Amylopectine-A. أكدت الاختبارات أن هذا النوع من النشويات يرفع مستوى السكر في الدم وحتى بنسبة أعلى من السكر العادي.
في الواقع، ال Amylopectine-A (في القمح) يرفع مستوى السكر في الدم أكثر من أي مصدر آخر للنشويات، استناداً إلى بعض الدراسات.
هذا يعني أن الأطعمة المحضرة من القمح مثل الخبز، الكورن فليكس، المافن والحلويات الأخرى ترفع غالباً معدلات السكر في الدم أكثر من أغلب مصادر النشويات الأخرى.
إذا كنتم لا تصدقونني، إليكم شيئاً يجب أن تعرفوه…أجريت اختبارات على مستوى السكر في دمي بواسطة آلة فحص السكري، بعد أن تناولت قطعتين من الخبز الكامل بحوالى 45 دقيقة، ثم بعد أن تناولت رقائق الشوفان، فيهما نفس الكمية من النشويات.
نتائج اختبارات معدل السكر في الدم بين القمح ورقائق الشوفان :
قطعتان من الخبز الكامل :
بعد 45 دقيقة من تناولهما : ارتفاع السكر في الدم بشكل سريع من 85 إلى 155
وعاء من رقائق الشوفان (كمية من النشويات معادلة لقطعتين من الخبز الكامل) :
بعد 45 دقيقة من تناوله : ارتفاع السكر بشكل سريع من 86 إلى 112
كما عرفتم الآن، كلما ارتفع مستوى السكر في دمكم لفترة طويلة، كلما تشكلت ال AGEs أكثر في داخل الجسم، وهذا يجعلكم تشيخون بسرعة أكبر.
بشكل بديهي، يرفع القمح الكامل معدل السكر في الدم بشكل أكبر من رقائق الشوفان، وإذا كنتم لا تعرفون، 155 هو رقم مرتفع يساهم بالتأكيد في تسريع الشيخوخة إذا أكلتم القمح بشكل مستمر… وأغلب الناس يأكلون القمح تقريباً في كل الوجبات… وليس الشوفان !
ليس هذا فقط، لكن ارتفاع معدل السكر في الدم بسبب القمح يجعل جسمكم ينتج أنسولين أكثر، وهذا يزيد من تراكم الدهون في الجسم…هذه النتائج ليست مريحة كما أعتقد !
هذه القفزات الكبيرة في معدل السكر يومياً بسبب استهلاك القمح سينتج عنها أيضاً أضرار على المدى الطويل في آلية تنظيم معدل السكر في الدم، ستؤذي البنكرياس، ستؤدي إلى مقاومة الأنسولين وصولاً إلى الإصابة بالسكري النوع الثاني. أعتقد أنه أصبح لدينا قضية قوية إذا رفعنا دعوى ضد شعار “القمح مفيد للصحة” !
السبب# 2 – التأثير المدمر للغلوتن والمركبات الأخرى على الأمعاء
موضوع الغلوتن مطروح بقوة في وسائل الإعلام في الفترة الأخيرة…لكن أغلب الناس ليس لديهم فكرة عما إذا كان هناك مخاطر حقيقية على الصحة بسبب الغلوتن، وخصوصاً بالنسبة للشخص العادي غير المصاب بمرض السيلياك.
الحقيقة هي أنه حتى لو كنتم لا تعانون من “الحساسية على الغلوتن” أو من “عدم القدرة على تحمل الغلوتن”، فهناك مئات الدراسات المنشورة التي تشير إلى أن الغلوتن يمكن أن يسبب التهاباً في جهازكم الهضمي، وحتى يسبب “ترشحاً” في أمعائكم. هذان الأمران يمكن أن يؤديا إلى حالة مرضية أطلق عليها في الفترة الأخيرة اسم عارض الأمعاء المترشحة، وكذلك مشاكل هضمية أخرى ومشاكل ذاتية المناعة.
يعتقد العلماء أن السبب الذي يجعل الغلوتن هو الأساس لكل مشاكل الجهاز الهضمي ناتج عن التهجين المكثف للقمح في خلال السنوات ال 50 الأخيرة، الذي أضاف جزيئات من الغلوتن الغريبة عن الجهاز الهضمي البشري مقارنةً مع القمح القديم منذ آلاف السنين، وحتى مقارنةً مع القمح الذي كان أجدادنا يستهلكونه منذ أكثر من 50 سنة.
السبب# 3 – العوامل المضادة للمواد الغذائية والكابحة لامتصاص المعادن في القمح
السبب الثالث الذي يجعل القمح مرعباً بالنسبة لكم، أنه يحتوي على ما نسميه “عوامل مضادة للمواد الغذائية”، وهي مركبات طبيعية موجودة في القمح. أحد هذه العوامل المضادة يسمى الفيتات، وهو يكبح امتصاص بعض المعادن في الجسم مثل الزنك، الحديد، المنغنيز والكالسيوم إذا كنتم تأكلون الكثير من القمح.
أغلب الناس يأكلون القمح تقريباً في كل الوجبات، هذا يمكن أن يؤدي إلى نقص في المعادن في الجسم على مر الزمن، ويسبب مشاكل صحية عديدة.
القمح يحتوي كوابح أخرى لامتصاص المعادن وعوامل مضادة أخرى للمواد الغذائية غير الفيتات، مثل اللكتينات. اللكتينات هي مركبات أخرى موجودة في القمح وتؤدي إلى تهيج الأمعاء. وهذا سبب آخر للتخفيف من القمح أو إلغائه من نظامكم الغذائي.
ليس هناك من شيء “ضروري” لغذاء البشر في القمح…إنه بالأحرى مضر أكثر مما هو مفيد…هذه حقيقة بديهية.
كثير من الناس يسألونني…” لكن ماذا عن الألياف في القمح ؟ كنت أعتقد أن القمح مفيد للصحة لهذا السبب ؟ ”
آسف ولكنكم تستطيعون الحصول على كل الألياف التي تحتاجونها من الفواكه، الخضار والمكسرات، بدون أن تخربوا جهازكم الهضمي، وبدون أن ترفعوا معدل السكر في دمكم بشكل مرعب بسبب القمح.