كشف الفحوص المخبرية عن تواجد هذه المادة بشكل متزايد في الدم والبول وحليب الأم، ما يثير قلق في الأوساط العلمية. وقد أظهرت دراسة في جامعة ديفيس في كاليفورنيا أن هذه المادة الكيميائية الغريبة تعيق قدرة القلب على ضخ الدم وتضعف عضلات الأطراف.
قام الباحثون بتعريض فئران المختبر لمستوى من التريكلوزان يعادل ما يتعرض له الشخص كل يوم من خلال المنتجات المنزلية. الفأر الأول توفي في غضون دقيقة بسبب قصور في القلب. ثم خفضت الجرعة فتراجعت وظيفة القلب بنسبة 25 % في غضون 20 دقيقة، وضعفت عضلات الأطراف بنسبة 18 % بعد 60 دقيقة. وقد صرّح البروفسور المسؤول عن الدراسة أن التريكلوزان له تأثير الدواء المثبط لنشاط القلب مع أنه ليس مرخّصاً كدواء.
التريكلوسان يرتبط ببروتينات الدم ويتمّ التخلّص منه بسهولة من خلال البول أو العمليات الحيوية الأخرى في الجسم. لهذا السبب يعتبر عادة غير ضار للبشر، ولكن بالنسبة للأشخاص الذين لديهم مشكلة في عمليات الأيض، وهم نسبة كبيرة جداً من الناس وهم لا يعلمون، تبقى مادة التريكلوزان في دمهم لوقت طويل.
بعد الأخذ بعين الاعتبار المستويات العالية التي يتعرض لها الشخص العادي يومياً يحق للخبراء أن يقلقوا. وقد أكد الباحث المسؤول عن الدراسة أن “هذه النتائج تقدم دليلاً قوياً على أن هذه المادة الكيماوية تهدد صحة الإنسان والبيئة على حد سواء وتفرض على الجهات التي تضبط استخدام المواد الكيميائية أن تعيد النظر في منح الإذن باستخدام المستهلك لهذه المادة الخطيرة”.