دور الأهل هو أحد أصعب الأدوار التي علينا أن نتولى القيام بها وتطويرها مدى الحياة، فالحصول على طفل يعطي بالتأكيد سعادة فائقة لكنه يتطلب بالتأكيد جهداً مستمراً للتربية ويساعد على تطورنا شخصياً.
بصفتكم أباً أو أماً فإن صورة السلطة التي ترسمونها أمام عينيه ستكون المرجع الأهم لطفلكم.
أغلب الأولاد يسمعون ما تقولون، بعضهم حتى يفعل ما تقولونه لهم، لكن من ناحية أخرى، كل الأولاد بدون استثناء يفعلون ما تفعلونه أنتم.
بالفعل، ستلاحظون مع الوقت أن ابنكم يفضل أن يقلّد تصرفاتكم. هكذا عليكم أن تحسبوا حساب أن بعض التصرفات التي تقومون بها بدون أن تعرفوا، ستجد انعكاساً لها عند أولادكم.
أن تكونوا أهلاً فهذا يعني أن تكونوا مثالاً لأولادكم، حتى يستطيعوا أن يمتلكوا الوعي الكافي الذي يساعدهم على رسم خارطتهم الخاصة في الحياة.
السنوات الحاسمة التي تمثلها الطفولة والمراهقة
تجعلنا كل من الطفولة والمراهقة نواجه العديد من التحديات، سواء كان بالنسبة للأهل أو للأولاد.
لكن المرور بهذه المراحل هو الذي يجعل الولد يبدأ بأخذ مكانه في العائلة، وبالتعرف إلى بعض العادات والتقاليد، واختيار ما سيصبح لاحقاً قيمه ومبادئه الخاصة.
لهذه الأسباب كلها، فإن غرس الانضباط في ولدكم مترافقاً مع العامل الوراثي، عامل مهم جداً.
بالإضافة إلى هذا، التربية تأتي من الأهل، ومن الأصدقاء ومن المعلمين.
في قلب هذه الدوائر الاجتماعية، يستلهم الأولاد من كل ما يرونه ويتبعون الأمثلة التي تعطونهم إياها.
كل نصيحة يجب أن يرافقها عمل
يتنبه الأولاد لكل شيء، لهذا كل ما تقولونه يجب أن يكون مصحوباً بتصرف يترجمه : إذا كنتم كأهل تقدمون لهم نصيحة أنتم بأنفسكم لا تتبعونها، فالأرجح أنهم سيحتذون بأفعالكم أكثر من كلماتكم.
عديدة هي المناسبات التي يلومكم ولدكم فيها لأنكم لم تكونوا المثال الصالح بالنسبه له، وهذا يسمح لكم بأن تنتبهوا لنقاط ضعفكم وأخطائكم.
الانسجام بين القول والعمل هو أساس كل ما تعلّمونه لولدكم؛ إذا فهم أن كل ما يسمعه ويراه شيء واحد، سيبدأ ربما بصياغة شخصيته ونفسيته الخاصتين به.
ولدكم يعجب بكم ويراكم كمرآة تعكسه في اللحظات التي تغمره فيها الشكوك. هنا يكمن كل التحدي الذي يواجهه الأهل، وكل الجهد الذي يجب أن يعطوه.
كما قلنا سابقاً، تربية الطفل ليست شيئاً سهلاً، وخصوصاً إذا كنتم في دائرة اهتمام ولدكم، وإذا كان لديكم انطباع أنه سيكون الحكم على كل تصرفاتكم.
جزء كبير من المعلومات التي يلتقطها ولدكم يأتي من كل ما تعلمونه إياه. فكونوا متيقظين لكل تصرفاتكم !