هل تساءلتم يوماً إن كان أطفالكم يحبون ما أنتم عليه كأهل أم أنكم نوع من الأهل لا يريدونه ولا يحبونه، لا بل يخجلون به..
الأهل المراهقون
أعرف أهالي يتباهون بأنهم أصدقاء لأبنائهم، نابذين بذلك دورهم كأهل في سبيل أن يصبحوا رفاقهم. ولأنهم يخافون أن يظهروا بمظهر المتسلط أو المتزمت، يلبسون ويتصرفون كالمراهقين. هذا النوع من الأهل محبوبون من أصدقاء الولد لأنهم يتمنون لو أن لديهم أهلاً كهؤلاء.
ولكن لو سألنا الأولاد رأيهم لقالوا إن أهلهم سخيفون.
«مرحباً جين! أهذه أمك؟ إنها لطيفة وتبدو فعلاً شابة صغيرة». ردت جين بانزعاج واضح وبدون أن ترفع بصرها: «نعم، هذه أمي. تعتقد أنها في السادسة عشرة من العمر وتلبس ملابسي وتعبث مع أصدقائي»
لا يريد المراهق أهلاً يتقنعون بقناع المراهق ويتنافسون معه ليروه من هو الأقل نضجاً.
الواقع أن المراهق يحتاج إلى راشد يقوم بدوره بشكل جاد، ويرشده في أصعب سني نموه.
إذن لماذا نتمنى أن نكون أصدقاء ابننا فيما بمقدورنا أن نكون أهله؟ من بلغ منا مرحلة النضج يعرف كم مر عليه في حياته من أصدقاء. فغالباً ما نخلّف وراءنا صداقات عندما تتغير اهتماماتنا، كما أن هناك قلة قليلة من الأصدقاء يمكننا القول عنهم بإخلاص: «هي صديقتي الدائمة».
أن تكون أماً أو أباً فهذا يعني أنك تشغل موقعاً مميزاً في حياة الولد، موقعاً فريداً.. يمكننا أن نشغله بفخر عارفين أن هناك مسؤولية علينا أن نحققها. هناك معاني عديدة للأبوة والأمومة، من بينها: إرشاد ذريتنا منذ الولادة حتى النضج باحترام عميق.
لا حاجة إلى أن نكون كاملين، إنما علينا أن نحاول بذل قصارى جهدنا لنكون أفضل أهل.