تنفيس الضغط النفسي: لاحظت دراسة أجريت على 10000 تلميذ أن 31 بالمئة من هؤلاء الأطفال كانوا مضغوطين جداً نفسياً و40 بالمئة منهم قيل إنهم كانوا يعانون من القلق و40 بالمئة منهم أيضاً يجدون صعوبة في البقاء هادئين.
كيف بإمكاننا أن نساعد أطفالنا على التخلص من هذا الضغط الذي يؤذيهم ؟
البشرى السارة أنه ليست كل الضغوطات النفسية سلبية.
يشير الباحثون إلى أن الأطفال يتعرضون لثلاثة أنواع من الضغط النفسي.
الضغط النفسي السام الناتج عن التجارب السلبية التي تدوم لفترة طويلة حيث يشعر الأطفال خلالها بعدم القدرة على التحكم بما يؤثر سلباً في نمو دماغهم وعلاقاتهم الاجتماعية.
والضغط النفسي القابل للتحمل الذي ينتج عن حادث فردي حيث يتلقى الطفل خلاله الدعم لمساعدته على الشفاء من صدمة الحدث.
وهناك الضغط النفسي الإيجابي الذي يأتي من الأوضاع اليومية السلبية حيث لا يكون الحدث السلبي قوياُ ويكون قصير المدى.
تشير البرفسورة ليا واترز من جامعة ملبورن إلى أن الضغط النفسي الإيجابي جزء طبيعي من عملية النمو التي تساعد الأطفال على تنمية مهارات حياتية أساسية كالقدرة على المواجهة والتأقلم مع الأوضاع الجديدة .
إذن كيف نساعد أطفالنا على الإبحار في عالم الضغط النفسي بنجاح وبأقل أذى ممكن ؟
حينما نعلم الطفل كيف يتعامل مع المشاعر السلبية، فإننا بذلك نمهد له النجاح في المستقبل.. إليك من آي فراشة 4 طرق حتى يتخلص الطفل من المشاعر السلبية ويستفيد من الضغط النفسي غير السام.
1- اكتشفي نقاط قوتهم: بالنسبة للأطفال الصغار، كل ما أنت بحاجة إلى فعله هو البدء بالبحث عن الأوقات التي تُشرق وجوههم فيها وحاولي تسمية نقاط القوة لديهم. حاولي البحث عن النماذج البصرية فهي مفيدة للأطفال ..
حاولي مساعدتهم على خلق خريطة لنقاط قوتهم أو رسم بياني يسلط الضوء على الأشياء التي يجيدونها أكثر من غيرها.
2- امدحي جهودهم: من السهل في العالم المادي التركيز فقط على الاشياء التي ينجزونها.. ولكن قد نفوت الاحتفال بالعمليات التي يكتشفونها والجهود التي يقومون بها للحصول على النتائج.. تشير الدراسات إلى أن مدح الطفل فقط على ذكائه وموهبته قد يؤذي أداءه و الحماسة عنده .
بدل ذلك حاولي أن تمدحي عملية التعلم أي حاولي أن تمدحي ما ينجزونه من خلال الممارسة والدراسة والمثابرة والتقنيات الجيدة.
مثلاً:” أنا أرى أنك تتمرن جيداً على الرسم.. يا للتحسن الرائع”. وحتى تعززوا الرسالة أكثر، بإمكان الأهل أن يشجعوا على استعمال أدوات التعلم التي تنمي الإدراك.
3- اجعلي الانفعالات طيّعة: الطريقة التي نشعر بها تؤثر في الطريقة التي يعمل بها دماغنا. المشاعر السلبية مثل الغضب والأرق والحزن تضيّق وتحدّ من قدرة دماغنا على التركيز على ما هو صحيح أمامنا ويتحول إلى الداخل..أما المشاعر الإيجابية كالفرح والامتنان فتوسع دماغنا ليقدر على رؤية المزيد من الاحتمالات ..
ساعدي طفلك على تسمية الانفعالات وكوني واعية كيف تؤثر المشاعر المختلفة في عمل دماغه ..
حاولي أن تضعي جدولاً بالمشاعر التي قد تعتمل في داخله.. فهذا سيجعله يفهم ويبحر في عالم الانفعالات بحيث تصبح طيعة مرنة خاضعة له وليس العكس.
4- اقطفي الإيجابية الصادقة: إضافة إلى توسيع ذهننا يشير الباحثون إلى أن المشاعر الإيجابية الصادقة كالرهبة والمتعة والحب تساعد على بناء قدراتنا الاجتماعية والفكرية والجسدية. إنها أشبه بالمال في بنك مرونة الطفل التي سيحتاجها عندما تحل الأيام الصعبة.
اصنعي مرطبان للإيجابية الصادقة واطلبي من أفراد العائلة أن يضعوا في المرطبان ورقة تتضمن 3 أفكار ..
وبعد أسبوع أو بعد الأنشطة التي تقومون بها في نهاية الاسبوع، خذي فكرة من هذه الأفكار وحاولي تطبيقها.