ولدت ريلاند بكامل صحتها، طفلة جميلة سعيدة. لكن عندما أصبح عمرها سنة، علم أهلها أنها صماء لا تسمع، وهذا كان أمراً مؤلماً بالنسبة للأهل الذين قرروا أخيراً أن يجروا لها عملية زرع لطبلة الأذن لكي تستطيع الصغيرة أن تسمع وأن تتعلم الكلام.
المفاجأة كانت : عندما استطاعت أن تتكلم، أولى العبارات التي قالتها :”أنا صبي”.
ريلاند لا تلعب بالدمى، تريد أن ترتدي ثياب الصبيان، وصل بها الأمر إلى حد القول لأهلها إنه عندما سيموت كل أفراد عائلتها، ستستطيع أخيراً أن تقص شعرها الطويل.
أقلق هذا الأمر أهلها كثيراً، وقال لهم من حولهم إنها مجرد مرحلة، وستعود إلى طبيعتها، وإن الولد في هذا العمر لا يعرف كيف يسمي هذه الأشياء، وإنه أمر عادي تماماً أن لا تحب بعض الفتيات اللون الوردي واللعب بالدمى ويفضلن أن يلعبن بالوحل.
لكن هذه “المرحلة” استمرت. وكانت الصغيرة تلبس ثياب الأبطال الخارقين في الأعياد. ثم حدث ما هو أخطر،
فقد بدأت تخجل من نفسها وتنعزل.
قرأ أهلها أكثر فأكثر عن هذا الموضوع واستشاروا خبراء. قرأوا أن 41% من الأشخاص الذين لا يكونون مرتاحين في جسمهم يحاولون الانتحار.
وهذا أقلقهم أكثر على ابنتهم.
رأي الخبراء كان قاطعاً : يبدأ الولد بتحديد جنسه بين 3 و5 سنوات. ومن الممكن جداً أن تكون ريلاند أنثى في جسمها، ولكن دماغها “ذكوري”.
عندها استجمع الأهل شجاعتهم وسمحوا لريلاند أن تقص شعرها، وأخذوا يستخدمون صيغة المذكر عندما يتكلمون معها أو عنها، وسمحوا لريلاند أن تكون صبياً من كل النواحي.
عندما أفكر ما هي العبرة من هذه القصة، أفكر بأهل ريلاند الذين خضعوا لامتحان صعب خلال السنوات الست من حياة ريلاند.
مواجهة نظرة الآخرين وأحكامهم، وهم يحاولون بذل أقصى جهدهم ليقوموا بأفضل ما يمكنهم من أجل الشخص الوحيد الذي يهمهم : ولدهم.
لا أجرؤ على تخيل عدد الساعات التي أمضوها في الفراش ليلاً، ينظرون إلى السقف، سائلين أنفسهم ما العمل، وهم يأملون أن تكون “مرحلة عابرة”.
ظهر ريلاند في مناسبة نظمت على شرفه في كاليفورنيا ليقول إنه “ولد متحول جنسياً، راضٍ جداً عن نفسه،
أسعد من أي يوم في حياته”. وانتهز الفرصة ليشكر والديه.