أن نكون أهلًا أقوياء ذهنيًا يعني أن نعرف كيف ننظّم عواطفنا وأن نتحكّم بأفكارنا وأن يكون تصرّفنا منتِجًا.
في ما يخصّ بناء القوّة الذهنيّة هناك عادات سيّئة شائعة يمكنها أن تعترض طريقنا. ويمكن لتحديد هذه العادات وتجنّبها أن يحدث فرقًا كبيرًا.
ما لا يفعله الأهل الأقوياء ذهنيًا
يبدأ طريق إنشاء العادات الحسنة وبناء القوّة الذهنيّة بتجنّب الأخطاء وعدم الوقوع في العادات السيئة وغير المجدية نفعًا وغير السليمة.
هذا ما يفعله الأهل الأقوياء ذهنيًا:
– لا يشعرون بالأسى على قدَرِهم:
لا يقع الأهل الأقوياء ذهنيًا في فخّ الاعتقاد أن أولادهم يعاقبونهم وأنهم يسيئون إليهم أو أنهم غير منصفين مع أولادهم.
فالأهل الأقوياء ذهنيّا يعلمون أن الشعور بالأسى على قدرِهم يؤخّر حلّ المشكلة ليس إلّا.
الأطفال والمراهقون هم كما هم وبطبيعتهم يبحثون عن طريقة للسيطرة على الوضع. وهذا الأمر يشكّل جزءًا لا يتجزّأ من عمليّة نموّهم.
لا يكمن الحلّ في التذمّر ولا في لعب دور الضحيّة بل بوضع برنامج عملي وتطبيقه بطريقة فعّالة.
وبالتالي يتمتّع الأهل الأقوياء ذهنيّا بالقدرة على استباق الأمور عندما يتعلّق الأمر بحلّ المشاكل ولا يضيّعون الوقت بالبكاء لأنهم يستحقّون ما هو أفضل.
– لا يرمون مسؤولياتهم على غيرهم
من السهل جدًا رمي خطأ المشاكل على الأولاد والشعور بالضيق منهم لأنهم يسيئون التصرّف أو لأن سلوكهم يثير ردّات فعل غير متّزنة.
بدلًا من إشعار الأطفال بالذنب يحتفظ الأهل الأقوياء ذهنيًا بقدراتهم الشخصيّة ويتقبّلون مسؤولية عواطفهم وتصرّفهم.
يبقى الأهل الأقوياء ذهنيًا على علم بأنهم في كل مرّة ينخرط أولادهم في صراع أو يخرجون عن الطريق الصحيح عليهم أن يقدّموا المزيد من الدعم لأطفالهم كي يدعوهم يسيطرون على الوضع ولا يكبتون عواطفهم.
– لا يتجاهلون التغيّرات
كلّما كبر الأطفال وتطوّروا تتغيّر آراءهم وتصرّفاتهم وكذلك علاقتهم بأهلهم.
ولكن الكثير من الأهل لا يتقبّلون هذه التغيّرات لا سيّما عندما يلاحظون أن أطفالهم لا يريدون كما هم يتمنّون بل يختارون طريقهم بنفسهم.
أما الأهل الأقوياء ذهنيًا فقادرون على تقبّل هذه التغيّرات وفهمها كنوعٍ من التطوّر وهم مستعدّون لتعديل إستراتيجيات تربيتهم وطريقتهم في التعامل معهم بحسب رغباتهم. إنهم يعترفون لأولادهم بحق الحريّة الفرديّة
– لا يحاولون السيطرة على أولادهم
فالسيطرة على الأطفال مهمّة صعبة ولا جدوى منها لأننا كلّما سيطرنا عليهم كلّما دفعناهم إلى الانفجار.
بدلًا من السيطرة على أولادهم يحاول الأهل الأقوياء ذهنيًا أن يؤثّروا عليهم ولا يتحكّموا بهم.
لذا يساعدونهم على تطوير كفاءاتهم ويقدّمون لهم الوسائل الضرورية للنجاح في الحياة مهما كان شكلها.
إذًا يعي الأهل الأقوياء ذهنيًا أن التربية لا ترتكز على فرض المعايير واتباع قواعد صارمة بل على تطوير تقدير قويّ للذات وتعليم القدرة على التحكّم بالعواطف واتخاذ القرارات.
– لا يقلقون من إرضاء الآخرين
لا يهتمّ الأهل الأقوياء ذهنيًا بما سيقوله الناس أو بما ينتظرونه حتى ولو اعتبروهم صارمين أو قديمي الطراز.
ولا يتنازل الأهل الأقوياء ذهنيًا لضغط الأهل الآخرين أو الأشخاص الراشدين الآخرين الذين لا يفهمون طريقتهم في التصرّف.
بل على العكس للأهل الأقوياء ذهنيًا أهداف واضحة وإستراتيجيات ونظام في منازلهم.
يعلمون كيف يريدون تربية أولادهم ويعلّمونهم احترام قرارات الآخرين وقراراتهم الخاصة.