• لديّ طفلة تعاني من عدّة مشاكل صحيّة. ما من مرض يهدّد حياتها بالخطر (الحمد لله) ولكنها مريضة بما يكفي لتدخل المستشفى مرّة في السنة على الأقل إضافة إلى بعض الزيارات إلى الطوارئ وعدد من المواعيد المتابعة الطبيّة.
عدّة أمور تكون صعبة عندما يكون لدينا طفل مريض. أولًا رؤية طفلي يعاني. والخوف من رؤية حالته تتدهور والقلق من عدم معرفة ما الذي يجري والحزن من رؤيته يخضع لفحوصات وعلاجات موتِّرة وأحيانًا مؤلمة.
في هذه اللحظات أعطيه أي شيء لتخفيف الألم.
• ثانيًا بالنسبة إليّ هو التعب. بعد إبني الأوّل ظننت أني لم أخفق أكثر من اللزوم في هذا المجال
ما الذي قد يُتعِبني أكثر من طفل يشرب في الساعة الثانية خلال أسابيع؟
الإجابة: طفل آخر مصاب بمرضٍ خطير في الشهر الثاني من العمر.
بعد 5 أيام في المستشفى معه لا أنام أكثر من ساعة واحدة متواصلة أصبحتُ في حالة مزرية.
لم أكن أستطيع إجابة المُمرِّضات اللواتي كنّ يسألنني في أي ساعة شرب وما إذا بدّلتُ له الحفّاضة.
كنتُ متعبة جدًا لدرجة أن ذلك كان يؤلمني جسديًا. ذات ليلة أتى الأطبّاء ليخبروني باحتمال إدخاله إلى وحدة العناية الفائقة واستغرقتُ حوالى 15 دقيقة لأستوعب خطورة حالته. كنتُ مُرهقة ولكنني فعلت مثلما يفعل جميع الأهل في هذا الوضع:
استمرّيت بالإعتناء بإبني ليلًا نهارًا.
• ثالثًا هي حقيقة تنكشف أكثر فأكثر عندما نكون في المستشفى في أغلب الأحيان: عندما نكون أهلاً لطفل مريض لا نعود موجودين من أجل أنفسنا. نعاني من التشنّجات لكثرة هزّ الطفل ونحن جالسين على أريكة صُنِعَت في السبعينات.
ونستمرّ بالهزّ طوال الليل إذا كانت هذه هي الوضعيّة الوحيدة التي تجعله يغفو. نملّ حتى الموت بعد قضاء أربع ساعات في غرفة الطوارئ.
لا يمكننا اللهو على الفيسبوك لأن إعطاء الهاتف إلى الولد هي الطريقة الوحيدة التي تبقيه هادئًا بين زيارة عند الطبيب وأخرى (ومن المستحيل أن نطالع أيضًا لأنه يتطلّب الإنتباه كل 30 ثانية).
لا ننظّف أسناننا منذ 36 ساعة ونبقى في القميص الملطّخة نفسها التي ارتديناها في اليوم السابق
ولا نأكل إلا بعض الوجبات الخفيفة التي في آلة البيع.
وذلك لأننا لا نفكّر إلّا براحة إبننا أو لا نفعل ذلك لأجل أنفسنا لأننا مستعجلون أو متوتّرون.
ملاحظة: إذا كنتم تعرفون أهلًا لديهم ولدًا في المستشفى ندعوكم بشدّة لزيارتهم إن كان ذلك ممكنًا وأحضروا لهم وجبات خفيفة ليست سريعة التلف ومجلّات وألعابًا صغيرة للطفل. سترون على وجوههم المتعبة إلى أي حدّ سيفيدهم ذلك.
إذا كان لديكم تجارب في هذا المجال، ندعوكم من آي فراشة لمشاركة قصتكم في التعليقات. إذا لم يكن لديكم،
ماذا تقترحون للتخفيف عن الأمهات، والأهل بشكل عام، في محنتهم.