ولدي يبكي كل الوقت : كيف نتعامل مع الطفل الحساس جداً !

قام طبيب الأطفال الأميركي William Sears، وهو مؤلف عدة كتب حول التربية، باختراع كلمة BABI وأطلقها على الأطفال الذين يحتاجون إلى العناية الزائدة. وهو يشير بهذا إلى نوع من الأطفال الحساسين جداً الذين يعبّرون عن احتياجاتهم ويتفاعلون مع التغييرات بشكل زائد عن اللزوم.

الطفل ال BABI لا يبكي، إنه يصرخ ! من الصعب أن يهدأ لوحده. يحتاج دائماً إلى احتضان أهله له، لأن حاجته للتلامس الجسدي عظيمة.

إنه أيضاً طفل لا يمكن التنبؤ بتصرفاته :

ما يهدئه اليوم، لن ينفع غداً مثلاً. إذا أراد الطفل ال BABI أن يرضع كل الوقت بدون أن يشبع، فهو يفعل هذا لمزيد من الراحة وليس ليتغذى. وما يزيد الطين بلة، هو أن نومه خفيف : أدنى شيء يوقظه.

هل هذه المشكلة شائعة ؟
مع أن نظرية الدكتور سيرز غير معترف بها رسمياً من قبل الهيئات الطبية، إلا أنه يقدّر أن ربع الأطفال تقريباً يولدون BABI.

بينما يعتبر آخرون أن النسبة هي بحدود 10% من الأطفال. لكن مهما كانت الأرقام، الأهل الذين يربون عدة أولاد يعرفون جيداً أن بعض الصغار أصعب من غيرهم. إنها مسألة طبع. كل ولد لديه حساسية مختلفة عن غيره ولديه طريقته الخاصة في التفاعل مع محيطه.

نظرة الآخرين
عندما يكون لدينا طفل يحتاج إلى عناية زائدة، نسمع الكثير من النصائح المتضاربة، وتبدو أحياناً كأنها انتقادات مبطنة لمهاراتنا في التربية :

“اتركوه يبكي”، “توقفوا عن حمله، ستفسدونه”، “إنه يفتعل النوبات”….من الصعب ألا نتأثر بهذا كله ! لكن علينا أن نحصن أنفسنا ضد هذه التعليقات. “الناس يحكمون على غيرهم بسهولة. ولكنهم لا يعيشون مع طفل BABI. هذا الطفل بحاجة إلى تواصل بشري حميم. إذا لم تتم تلبيته، سيصرخ بعد أكثر”.

هذا الطفل ليس مزاجياً ! إنه يبكي لأنه يشعر بانزعاج حقيقي. وبما أنه شديد الحساسية، فحاجته للاحتضان ملحة جداً بالنسبة له.

إذا تجاوبتم مع بكائه، فأنتم لا تفسدونه. بالعكس، أنتم تعلّمونه أنه يستطيع الاعتماد عليكم.

الحياة مع طفل BABI
عندما نتقبل أن طفلنا بحاجة إلى عناية زائدة ونتوقف عن معارضته، يصبح التحكم بالوضع أسهل قليلاً. يخف الضغط علينا ونشعر بأننا أفضل. نتخلى أيضاً عن فكرة أنه من الضروري أن يتوقف عن البكاء. أحياناً، يجب أن نقول لأنفسنا إننا نرافق طفلنا فيما يعيشه، وإننا موجودون هنا لأجله. قد تساعدنا أيضاً تمارين التنفس والتأمل والاسترخاء لنصبح أكثر هدوءاً وتقبلاً.

قد يفيدنا أيضاً اقتناء حاملة من القماش تستجيب لحاجة طفلنا للتلامس بدون استعمال اليدين.

أخيراً، يجب أن ننام عندما ينام الطفل ونتقبل المساعدة من أقاربنا من أجل أن نرتاح. وأن نتبادل خبراتنا مع الأهل الآخرين الذين يفهموننا على صفحات الفايسبوك.

إذا وجدتم هذه المقالة من آي فراشة مفيدة، لا تترددوا في مشاركتها مع الأهل الآخرين الذين تعرفونهم. شكراً لكم !

البكاءالتربية الذكيةالتلامس الجسديالضغط النفسيالعناية الزائدةحساسية الاطفال