هنالك نوعان من الإصابات المعدية: العدوى البكتيرية والعدوى الفيروسية. سبب العدوى البكتيرية هو دخول عناصر جرثومية إلى الجسم مصدرها البيئة أو الطعام أو الاحتكاك بأشخاص مصابين. لقد اعتاد الناس منذ مئات السنين على الربط ما بين البكتيريا وأمراض البشر والحيوانات.
لكن هذا التفسير هو مجرد سوء فهم، لأن معظم أنواع البكتيريا لا تسبب أي مرض. وثمة فصائل عديدة منها مفيدة ، إذ تنتج الأجسام الضدية والعناصر الغذائية. هنالك في الواقع أكثر من 400 نوع من البكتيريا المفيدة تعيش في الأمعاء الغليظة. وتعجّ التربة بالبكتيريا التي تعيش فيها وتتكاثر وتؤدي وظائف أساسية لطبقة التراب الحيّة، مثل تثبيت النيتروجين لتستخدمه النباتات.
حتى في عدد البكتيريا التي تستطيع أن تسبب الأمراض، قليل منها يشكل تهديداً دائماً. فعدد كبير من أنواع البكتيريا التي تعيش فينا ومن حولنا، أو تلك التي تعيش بشكل طبيعي في أمعائنا يمكن أن تكون مؤذية لدى بعض الأشخاص وبخاصة أولئك الذين يعانون من ضعف في جهازهم المناعي مثل مرضى السرطان الذين يتلقّون علاجاً كيميائياً. ولكن في أغلب الأحيان تكون البكتيريا غير ضارّة لا بل مفيدة.
إن أخذ جرعات من المضادات الحيوية الواسعة النطاق يمكن أن يؤثر بشكل سيء جداً على البكتيريا الطبيعية التي تسكن أمعاءنا ويؤدي إلى نمو البكتيريا المقاومة لمضادات الالتهاب. إن الخلل الذي يلحق بتوازن البكتيريا في الأمعاء جراء أخذ المضادات الحيوية لوقت طويل يمكن أن يسبب الإصابة بعدوى فطرية، مثل فطريات الكانديدا أو التهاب القولون الناتج عن بكتيريا clostridium difficile .
ما هي العلاقة ما بين البكتيريا وفئة دمك
إن لفئات الدم تأثيراً كبيراً على نمو أنواع معينة من البكتيريا المعوية. فالعديد من البكتيريا تستهلك مولدات مضاد خاصة بفئات الدم، وهي موجودة بكثافة في المعى الغليظ. كما يحتوي الجزء العلوي من القولون كميات كبيرة من مولدات المضاد الخاصة بفئات الدم. هذه المولدات تتناقص على طول المعى حتى تصل إلى حدّها الأدنى في آخره. وربما يحصل ذلك لأن بكتيريا القولون استخدمتها كمصدر للغذاء.
يختلف تكوين البكتيريا الطبيعية في الأمعاء من شخص إلى آخر. فبعض الأنواع قد تعيش فيها مؤقتاً بينما معظم الأنواع تتواجد فيها بشكل دائم. وقد أظهرت الأبحاث التي أجريت على الحيوان أنه من الصعب جداً تغيير تركيبة البكتيريا في أمعاء الشخص الذي يتمتع بصحة جيدة.
عدد كبير من البكتيريا الشائعة يختار العيش في أمعاء شخص من فئة دم معينة دون سواها، ربما لأن هذه البكتيريا تستطيع أن تشبه فئة دم الشخص المستضيف، الأمر الذي يجعل جهاز المناعة لدى هذا الشخص يعتبرها صديقة ولا يهاجمها. في أحيان أخرى قد تميل بعض أنواع البكتيريا إلى مولدات مضاد فئة دم دون الأخرى، وتفضّل بالتالي أن تسكن المخاط الذي يحتوي تلك المولدات.
بعض أنواع البكتيريا تلتصق بسهولة أكبر بالمخاط الموجود في الجسم لدى فئة دم معينة دون الأخرى لأنها تنتج اللكتينات هي أيضاً، وتستعملها للالتصاق بجدران القولون. وهذه اللكتينات غالباً ما تكون خاصة بفئة دم معيّنة.