قبل عدة أسابيع، كنت أوصل ابنتي إلى حفلة عيد ميلاد. وعندما أردت المغادرة، أوقفني رجلٌ يسأل عن الاتجاه. كان واقفًا مع واحدة من صديقات ابنتي في المدرسة. عرفتها على الفور، فأومأت بيدي وعرّفت بنفسي، موضحةً أن بنتينا تجلسان معًا لتناول الغداء في كثير من الأحيان. كان رد فعله ساخرًا، فنظر إلى ابنته نظرةً جانبيةً. وأعطى ملاحظة سلبية لابنته من خلال نظرته لها. ودفعني ردّها عليه إلى الاعتقاد بأن تلك التفاعلات متواترة بينهما.
سماع الحوار جعلني حزينةً. قدت السيارة مبتعدةً، مفكّرةً في كل الأشياء الصغيرة التي يمكننا أن نفعلها كأهل سواء لبناء أو هدم قلوب أطفالنا.
إنّه تحدٍّ لتوضيح تأثير أب على فتاةٍ صغيرة. كم يمكن لمواقفه وأفعاله أن تحدد علاقاتها المستقبلية. أذكر كم من الانطباعات حفرت في داخلي نظرة أبي لي. أذكر كم كنت أريده أن يكون فخورًا بي. أن يثني علَي. أن يبين لي قيمتي.
أذكر كيف كان يتباهى بي على الخط الجانبي لملعب لكرة القدم.
كيف كان يقول لي إني جميلة.
كيف كان يعانقني إلى حدّ انقطاع نفسي.
كم مرة حذرني في سنّ المراهقة، “بألا أعطي مواعيد لشاب لا أريد الزواج منه.”
(يا لها من طريقة لتحديد المجال المسموح به.!)
أيها الآباء، لا تغفلوا عن تأثيراتكم اليوم على مستقبل بناتكم. إليكم من آي فراشة ثلاثة أمور أشجعكم على التركيز عليها:
اثنوا عليها
تنظر إليكم لتتلمس منكم الثناء عليها، وتشجيعكم، وتوجيهكم. كلما نمت في سن البلوغ (وخاصة، في سن البلوغ)، احتاجت إلى سماع صوتكم لتذكّروها بأنها جميلة، وذات قيمة، وجديرة بالحب. إذا استطاعت أن تصدّقكم، فسوف تصدّق زوجها في المستقبل عندما يقول لها الكلام نفسه.
حددوا المعايير
كونوا الأزواج الذين تريدونهم لهنّ ذات يوم. لا حاجة لمزيد من القول. هل هذا صعب؟ نعم. هل هذا يعني التضحية؟ نعم.
هل يستحق الأمر ذلك؟ نعم. أرى زوجي يقوم بالتغييرات اليومية ليكون أفضل زوج وأب. كم هو رائع ! فبذلك يشرح لابنتنا من أي رجل يريدها أن تتزوج ذات يوم.
تحدثوا عن المعايير
تحدثوا عن المستقبل. كما “تتخيلون النهاية”، وتفكرون في الرجل الذي تأملون أن تتزوج منه …
تحدثوا عن ذلك! اسمحوا لها أن تعرف ما تتوقعون. حددوا الهدف، فسوف تفعل كل ما في وسعها لبلوغه.
اسمح لي أيها الأب أن نصوّب الامور معًا. كلما أثنيت عليها اليوم، قلّ بحثها عن الثناء من شابٍّ مراهقٍ لاحقًا.
جينا ماكلين