ماذا لو كان الثالث أكثر من اللزوم؟
” أن أصبح أمًا كان صعبًا عليّ: كانت وظيفتي تأخذ وقتي كله وفي نهاية اليوم لا يتبقى لديّ ما أقدّمه، لذلك قرّرنا ألا أعود إلى العمل بعد الولد الثاني.
مرّ الأمر على ما يرام إلى أن قرّرنا بعد سنتين أن ننجب ولدًا ثالثًا. مذّاك أشعر بأن حياتي قد اجتيحَت. طفلتي الصغيرة تطلبني دائمًا. وصغيري يحتاج إليّ كثيرًا مع أنه يستطيع أن يذهب إلى الحمّام بمفرده ! هذا التفاني الكامل صعب جدًا عليّ. وبالطبع لن يكون هناك ولد رابع!
أشعر بالحاجة الملحّة أكثر فأكثر إلى أن أبتعد عن المنزل وعن عائلتي لكي أجد نفسي…لوحدي! ولكن العودة إلى العمل ليس هو الحل.
فوجودي في المنزل يمنح عائلتي نوعيّة حياة لست مستعدّة إلى التضحية بها. لا شكّ في أن وظيفتي لن تسمح لي بتنظيم وقت أطفالي الثلاثة.
أشعر بأنني وقعتُ في الفخ… أريد أن أجد نفسي وأن أقيّم ما أحبّ وأن أعيد توجيه نفسي لكي أجد اهتمامًا
كي أستفيد من وقتي. على المدى القصير وظّفتُ مربّية لتهتمّ بالصغرى يومًا ونصف في الأسبوع. هذا مفيد ولكنه ليس كافيًّا.
خطوتي التالية…”
شهادة أم لثلاثة أطفال
إغفال المرأة التي نحن عليها
“لطالما حلمتُ بأن يكون لديّ أسرة ولكني ظننت أن هذا أسهل بكثير. أشعر أني ضائعة كوني أمًّا فقد نسيتُ نفسي وأغفلتها تمامًا.
لم أعد أعرف من أنا فعليًا. أرى نساءً يستطعن التوفيق بين كافّة أمورهنّ ولا أفهم كيف. قد لا يكون ذلك من طِباعي.
عندما أكملت ابنتي السنة الأولى من العمر وأدركتُ أنها تعاني من صعوبات في التعلّم انتهى الأمر بأن تركتُ عملي لأني لم أعد أحتمل الروتين وساعات الزحمة والضغط للوصول في الوقت المحدّد والواجبات والوجبات والأعمال المنزلية…
كنت مضغوطة ومتعبة وكنت أصرخ في وجه جميع الناس. لم يعد الأمر سليمًا.
على الصعيد المهنيّ يصعب عليّ العودة إلى وظيفتي بما أن عملي مرتبط بالتقنيات الحديثة.
لم أعد متابعة للتطورات الحديثة وفقدتُ الثقة بنفسي. وجدتُ وظيفة تناسب وقت أطفالي والحدّ الأدنى للأجور
أكثر وأجد ذلك مُحزِنًا. لم أعُد ذات مكانة عالية.
في المنزل كل شيء يدور من جديد حول أولادي وأشعر بأني غير قادرة على أن أكون أنا أو على أن أمارس هواياتي المبدعة:
لا أرى سوى الأعمال المنزلية التي عليّ القيام بها! لكثرة ما أهتمّ بأولادي لم أعد أعرف كيف أهتم بنفسي.
أشعر بالذنب من التذمّر: لديّ أولاد رائعون وزوج طيبّ جدًا ومنزل جميل…”
شهادة أم لولدين
هل وجدت الأمومة صعبة عليك أيضاً ؟ هل شعرت أن الأمر يستحق التضحية ؟
نرحب في ifarasha بأن تشاركونا قصصكم في التعليقات. شكراً لكم !