يبدو أن ابنتي ستيلّا التي تبلغ ستة أعوام من العمر جبانة من الدرجة الأولى. عندما أحاول أن أفك العقد في شعرها تروح تصرخ، وتصاب بالانهيار كلّما قلت لها لا، وتنفجر بالبكاء عندما تضايقها أختها الصغرى. لطالما ظننت أن ستيلّا ملكة الدراما.
ولكني تكلّمتُ إلى خبير وعرفتُ أنها لم تكن تمثّل.
تعاني ستيلّا مما يسمّيه العديد من الخبراء بالحساسية العاطفيّة. بحسب ما فسّر جيريمي شنايدر وهو معالج نفسي عائلي في نيويورك “إنها طِباع شائعة تؤدّي إلى أن يشعر بعض الأطفال بألم جسدي وعاطفي أعمق من الآخرين”.
يولَد هؤلاء الأطفال حسّاسين ولكن قد لا يبدو تصرّفهم غير اعتيادي إلّا عندما يصبحون في الخامسة أو السادسة من العمر وتتراجع نوبات الغضب والانهيارات عند الأولاد في عمرهم. هؤلاء الأطفال لن يتخلّصوا من هذه المشاعر إلا أنهم يستطيعون تعلّم السيطرة على ردّات فعلهم – بشكل أساسي يصبحون أكثر صلابة. هذا ما حصل مع ستيلا. إتبعوا هذه الخطوات التي نقدمها لكم من آي فراشة لمساعدة طفلكم على التحكّم بعواطفه.
أظهِروا بعض التعاطف
عندما يطيل ابنكم البكاء بعد خَدشِ مرفَقِه من دون جرح نفسه حتى، أول ما قد تقولون له هو أن يهدأ أو أن يتخطّى الأمر.
يقول الخبراء إن هذا يزيد الأمور سوءًا خاصّة إذا سمع في نبرة صوتكم الغضب أو الإحباط. تقول إلينور باش، وهي معالِجة نفسية للأطفال: “عندما تحاولون مناقشة طفلكم حول ما يشعر به يؤدّي ذلك إلى تمسّكه بهذا الشعور أكثر والاستياء أكثر. من الضروري أن تستمعوا إلى عواطف ابنكم وأن تتفهّموها حتى ولو لم تبدُ منطقيّة.” ومع ذلك عليكم ألّا تشجعوه على البكاء من خلال المبالغة في إعارته الانتباه. يمكنكم أن تقولوا مثلًا “أعلم أن هذا مؤلم” أو “لا بدّ من أنكّ تفاجأت بسقطتك”
ثم ساعدوا ابنكم على تركيز طاقته على حلّ المشكلة: “برأيكَ هل يجب أن نغسلها بالماء أم يجب أن نضع عليها الثلج؟ هل نحضر ضمادة أم نتركها هكذا؟”
ابحثوا عن الكلمات
يميل الأطفال الحسّاسون إلى الانفجار بالبكاء كلّما مرّوا بتجربة عواطف قويّة أكان هذا إحراجًا أم إحباطًا. على سبيل المثال إذا قلتم لابنكم إن صديقه لا يستطيع البقاء على العشاء فقد يبكي فجأة.
يمكنكم مساعدته من خلال استعمال الكلمات التي تصف مشاعره، مثلًا: “حبيبي أعرف أنك غاضب لأن بنيامين لا يمكنه أن يبقى”.
في أغلب الأحيان يمكن للطفل أن يتوقّف عن البكاء عندما يسمع أحدًا يعبّر عن مشاعره وذلك بحسب الدكتورة باش التي تقول “حتى ولو لم ينجح الأمر في اللحظة التي يسمع فيها الطفل أحدًا يتكلّم عن مشاعره مِرارًا وتكرارًا إلّا أنه سيبدأ بالتعبير عن مشاعره بنفسه بدلًا من الصراخ والبكاء.” فيما بعد يمكنكم التكلّم مع ابنكم حول طرق أخرى للتعامل مع مشاعره: التوقّف لأخذ استراحة أو أخذ نفس عميق أو حتى ضرب الوسادة.
سلّحوه بالوقائع
يحب الأولاد الذين في الخامسة والسادسة من العمر أن يعرفوا كلّ شيء لذا استخدموا هذا لصالحكم. إذا كان إبنكم يخاف جدًا من اللقاح مثلًا تكلّموا معه عن الموضوع قبل الفحص السنوي. فسّروا له كيف أن اللقاح الذي يتلقّاه يقيه من مرض معيّن أو حتّى ابحثوا عن المعلومات على الإنترنت. وعندما تصبحون في عيادة الطبيب اسألوه ما إذا كان يريد اللقاح في ذراعه الأيمن أو الأيسر ثم دعوه يختار الهديّة (لواصق أو قلم جديد مثلًا) التي سينالها فيما بعد. يقول مرشد الأهل جين بيرمان والطبيب النفسي:
“أنتم تقوّون الأطفال في هذا العمر عندما تعطونهم الخيارات والمعلومات وهذا الأمر يجعلهم أكثر شجاعة.”
هناك طريقة أخرى تساعد الطفل على الشعور بالسيطرة: تأكّدوا من أنه يتمتّع بمؤهلات كافية قبل أن تجرّبوا أمورًا جديدة مثل جمع 300 قطعة من ال Puzzle (“إنها أصعب من الPuzzle الأخرى لذا ربما قد تستغرق بضعة أيام”)
أو أن تعلّموه ركوب المزلجة (“أكثريّة الناس يقعون مِرارًا في المرّة الأولى التي يجرّبونها”)
ساعدوه على حلّ مشكلته
لنفترض أن ابنكم ينتحب لأنه لا يستطيع ربط شريط حذائه. هدّئوا من روعه من خلال قولكم له: ” الأمر صعب،
أنا أفهمك عندما تستاء هكذا. عندما تنتهي من البكاء لنتكلّم فأستطيع مساعدتك”. عندما يهدأ اخترعوا أفكارًا إبداعيّة لحلّ المشكلة سواء كان ذلك من خلال اقتراح المساعدة (مثلًا يمكنه أن يتمرّن بحذائكم) أو الاستراحة
والمحاولة مجدّدًا لاحقًا. يقول الدكتور بيرمان: “يغرق الطفل الحسّاس في المشكلة ثم يعلق هناك. حاولوا أن تذكّروه أنه دائمًا هناك حلّ ويجب ألّا يشعر بالخجل من طلب الأفكار أو المساعدة.”
إذا وجدتم هذه المقالة التي قدمناها من آي فراشة مفيدة، لا تترددوا في مشاركتها مع معارفكم. شكراً لكم !