6 تصرفات تجعلكم تسممون أولادكم من دون أن تعرفوا

“كلّما كان المستوى الرّوحي للمربّي ضعيفًا وكلّما ضعفت أخلاقه، كلّما ازداد عدد الأوامر والمحظورات التي يفرضها على الأطفال ليس من أجل مصلحتهم بل من أجل راحته وراحة باله”. – يانوش كورجاك –
“اقتداء الطفل بِنَا هو الذي يعلّمه أن يحتقر كل ما هو ضعيف.” – يانوش كورجاك –

معظم الأهل يبذلون قصارى جهدهم لكي يؤمّنوا لأطفالهم تربية سليمة وسعيدة ولكن هؤلاء الأشخاص نفسهم يمكنهم أن يرتكبوا أخطاء عن طريق الصدفة ويمكن لهذه الأخطاء أن تؤدّي إلى زيارات في المستقبل إلى الطبيب النفسي.
للأسف بعض الأهل يتخطّون الخطأ العرَضيّ ويدخلون إلى فئة الأهل السامّين. بغضّ النّظر إذا كان الأهل سامّين عمدًا أو لا، هناك عدة تصرّفات يمكنها أن تسبب أضرارًا عاطفية وذهنية عند الطفل ينتهي الأمر بأن تؤثّر فيه حتى بعد أن يكبر.

يشعر الطفل بأنه “محبوب” من أهله ليس لأنهم قالوا له ذلك بل لأنه لا يريد أن يخاف من ردّة فعلهم. فيشعر أنه مقبول كما هو.

ولكي يكون هذا ممكنًا يجب أن يكون أهله مستقلّين أي أن يكونوا قادرين على الفهم والشعور بالعواطف وبما يوّلده فيهم تصرّف أطفالهم (المخاوف والقلق والذعر..) وأن يجدوا أصول هذه المشاعر في تاريخهم الخاص. وهذا ما لا يستطيع الأهل السامّون أن يقوموا به.

الطفل الذي يملك أهله استقلالية حقيقية بالنسبة إلى مشاعرهم يصبح بدوره قادرًا على تطوير استقلالية حقيقية: سيتمكّن من الحصول على عقائده الخاصة ومشاعره الخاصة وسيتمكّن من أن يكون “حقيقيًا مع نفسه” وسيعرف نفسه من خلال اتّخاذ قراراته الخاصة المتعلّقة بحياته سواء أوافق أهله عليها أم لم يوافقوا.

على العكس من ذلك فالأهل السامّون “يصنعون” في أغلب الأحيان أطفالًا متساهلين وخاضعين يجهلون حاجاتهم الخاصة لأنهم يظنون أنهم بهذه الطريقة يكونون أنانيين. ولكن أحيانًا يتمرد أطفال الأهل السامّين ضد سوء المعاملة فينعتهم أهلهم “بالشرّيرين” ظلمًا. ينبعث خوف الأطفال من سمّيّة الأهل وتملّكهم وعزلهم وانغلاقهم مسبّبين بالمقابل عدم الإحترام والبغض اللذين يقوّيان سمّيّة الأهل ويدخلهم في حلقة مفرغة مأساوية.

إذا سبق لكم أن عشتم إحدى الحالات التالية عندما كنتم أطفالًا ترتفع إمكانية أن يكون أحد والديكم سامًّا بعض الشيء.
إليكم 6 علامات تدل على أنكم أهل سامّون من دون أن تعرفوا ذلك:

تتشاجرون أمام الأطفال
الشجار أمام الأطفال أي الصراخ أو حتى الضرب هو نوع من الإساءة للأطفال. فقد أُثبِت أن هذا الأمر مضرّ بالطفل بشكل كبير على الصعيد العاطفي. الشجارات تشكل جزءًا لا يتجزّأ من العلاقات ولكن يجب ألا تتمّ على مرأى من الأطفال.

أنتم كثيرو الانتقاد أو التعبير عن الخيبة
مهمة الأطفال الأولى هي أن يتعلّموا معرفة العالم الذي وُلدوا فيه. هم بحاجة إلى التعلّم وإلى اكتشاف مصالحهم واكتشاف ما يحبّونه وما يجيدونه. أما الأهل الذي يجبرون أطفالهم على ممارسة أنواعٍ معيّنة من النشاطات خارج الصف و”بداعي المتعة” فهم يقومون بشيء سامّ.

تقفون بينهم وبين أهدافهم
يميل الأهل إلى إسقاط آمالهم و أحلامهم ومثالياتهم الخاصة على أطفالهم. فإذا كان الأب يحبّ كرة القدم قد يرفض اهتمام ابنه بالباليه. وإذا كانت الأم تلعب كرة المضرب في الماضي فقد تعارض إذا جرّبت إبنتها السباحة. ولكن عليكم أن تدعوا أطفالكم يكتشفون اهتماماتهم لكي يفهموا ما الذي يريدونه في الحياة.

لا تدعون أطفالكم يعبّرون بحرّيّة
على الأطفال ألا يخافوا من التعبير عمّا يجول في خاطرهم، فالبيئة السليمة تقول لهم إنهم محبوبون وإنهم يستطيعون أن يتكلّموا بحرّيّة. الأهل السامّون يمنعون أطفالهم من التعبير.

المزاح “السامّ”
المزاح يشكّل جزءًا لا يتجزّأ من الحياة العائلية أحيانًا. الدعابات أمر جيّد ولكنها تصبح سامّة عندما يهزأ أحد الوالدين من طفله إذا قال أو فعل أمرًا ما.

تجعلون الأطفال مسؤولين عن سعادتكم
يتوقّع الأهل الكثير من أطفالهم وهذا أمر منطقي. فالأهل يريدون لأطفالهم ما هو الأفضل. يريدون أن يحظى صغارهم بالمهارات الضرورية لكي يعيشوا حياة سليمة وسعيدة. ولكن عندما تبدأون بالتّحكّم بأطفالكم لكي يقوموا بأمور معيّنة من أجل إرضائكم فأنتم تقومون بشيء سامّ جدًا.

الاستنتاج:
لكي تتمكّنوا شيئًا فشيئًا وأكثر فأكثر من أن تصبحوا مسؤولين عن أنفسكم، ولكي تجرؤوا على مواجهة عيوبكم الخاصة، يجب أن تبدأوا بإزالة ما يجعلكم تتنازلون عن راحة بالكم وراحتكم (أو حتى عن جزء منهما) (أي أن تعترفوا بتصرفاتكم السامّة).

صحيح أن الأنانية تسبّب اليوم دمارًا ولكننا لسنا نتكلّم عن الأنانية نفسها. الانفتاح على الآخرين هو البدء بالتّوقّف عن الثقافة المنحرفة التي تجعلنا نصدّق أن التفكير بالذات والحفاظ على الذات هو تصرّف أناني. الأنانية هي إرادة أن يتصرّف الآخرون مثلكم، إنها عدم تحمّل من لا ينظر أبعد من حاجته الخاصة.

في كتاب الدكتور موريال سالمونا “الكتاب الأسود للعنف الجنسي”، ورد مقطع يسلّط الضوء على ثقافة الكثير من الناس المتردّدين في تقبّل مفهوم سمّيّة الأهل. مفاد هذا المقطع هو التالي:

في الواقع، يُعتَبَر الطفل في أغلب الأحيان ملكًا لأهله وعليه أن يحترمهم ويطيعهم مهما حصل. وذلك مستوحى من التعاليم الدينية حيث على “الطفل، في أي سن كان، أن يكرّم أهله ويحترمهم.” في حين يجب أن تكون سلطة الأهل مقتصرة على ” تحرير الطفل من أجل حمايته من ناحية الأمان والصّحّة والأخلاق، وتأمين التعليم له والسماح له بالتطوّر مع احترام شخصه. ويتّخذ الأهل قرارات متعلّقة بطفلهم بحسب عمره ومستوى نضوجه “.

الاضرار الذهنيةالاضرار العاطفيةالانتقاداتالاهل السامونالتربية الذكيةالحريةالشجاراتالنشاطات