أغلب الأطعمة ” الكاملة ” ليست مصنوعة من حبوب القمح الكامل.
يتم تحويل القمح إلى طحين ويُكرر حتى يصبح جاهزاً للهضم. وهذا يجعل دور فكيكم وعصارات المعدة التي تهضم وتحلل الطعام شبه معدوم.
لهذا تجعل النشويات الموجودة في الطحين الكامل مؤشر السكر يرتفع في دمكم بشكل أسرع من نشويات الطحين الأبيض. من جهة أخرى، الطحين الأبيض والطحين الكامل مصنفان في نفس الفئة بالنسبة لرفعهما مستوى السكر في الدم.
في واقع الأمر، أنصحكم أن تتوقفوا عن تناول القمح بشكل كامل. القمح الحديث ليس له علاقة بالقمح الذي كان يستخدمه أجدادنا.
في الستينات من القرن الماضي، شهدت الأبحاث الزراعية ” تطوراً ” سريعاً سمح بالحصول على حبوب أكثر قدرة على التحمل، أكثر إنتاجية، وأكثر غنى بالغلوتن.
التهجين والتزاوج بين الأنواع سمحا بظهور أنواع جديدة تماماً، ما زلنا نسميها ” قمح ” ولكنها بعيدة عن القمح الكامل كالبعد بين الفيل والفأرة.
القمح الحديث الذي ظهر في السبعينات – الذي يسمى Lerma Rojo 64, Siete Cerros, Sonora 64 أو Super X – يحتوي فعلياً 42 كروموزوم بينما قمح أجدادنا لم يكن يحتوي سوى على 14 كروموزوم !! عند البشر، مجرد زيادة كروموزوم واحد يؤدي إلى الإصابة بالتخلف العقلي ( عارض داون أو trisomy 21 ) أو إلى الموت.
القيمة الغذائية للقمح الحديث أقل، وخصوصاً في محتواه من المعادن. إنه يتسبب بردات فعل عنيفة عند الأشخاص غير القادرين على تحمل الغلوتن. برهنت دراسات حديثة أخرى أنه يمكن أن يزيد الالتهاب في الجسم ويؤذي الشرايين.
أفضل نصيحة أقدمها لكم هي أن تقللوا من استهلاك القمح الحديث أكثر ما يمكنكم، سواء كان كاملاً أم مكرراً.