لايسي ماريفيلد من مقاطعة دوغلاس في أوريغون طفلة صغيرة، مشهورة، سعيدة ومتكيّفة جدًا مع محيطها في الرابعة من العمر تقريبًا. تذهب إلى المدرسة وتلعب مع أصدقائها وتستمتع بألعاب الفيديو وبآيباد جدّتها. ولكن لايسي تفعل الأمور بطريقة مختلفة، ففي حين يستخدم معظم الناس أيدَيهم لفعل شيء ما، تستخدم لايسي قدمَيها.
أثناء زيارتها الروتينيّة للطبيب عندما كانت في الشهر التاسع من العمر قال الأطبّاء لوالدة لايسي أمرًا لا يتمنّى سماعه أي أب أو أم في هذه الدنيا – هناك خطب ما.
رأى الأطبّاء أن لايسي لم تنمُ عندها ذراعان. على الرغم من أنهم بحثوا عن سبب حالتها أو عن تشخيص لها إلّا أنهم لم يتمكّنوا من العثور على أي شيء. ما زالت أسباب حالة لايسي غامضة.
قد تكون لايسي وُلِدَت من دون ذراعَين ولكن هذا الأمر لم يمنعها من إتمام أي شيء تريده في هذه الحياة. هذه الهديّة من الله هي إلهام لكلّ شخص يعاني المصاعب في الحياة. لايسي تكافح من أجل أن تتعلّم إنجاز الأمور كلّ يوم. لن تجدوا شخصًا أكثر إصرارًا ومرونة منها. تأخذ كلّ شيء كما هو وتقوم بأفضل ما بوسعها لتتغلب عليه.
أكان ارتداء ثيابها…
أم الربط والخياطة…
أم تنظيف أسنانها…
أم مجرّد اللعب بآيباد جدّتها !!.
حقًّا إنها خير مثال لسليمي الجسم. إنها دليل على أن الحياة هي ما ننجزه فيها. تصف جدّة لايسي، كريس ماريفيلد، إصرار لايسي وروحها:” من يأتي ويرى لايسي تستخدم رِجلَيها كما يستخدم الناس ذراعَيهم يُدهشه الأمر. يمكنها أن تلتقط أصغر الأشياء عن الأرض مثل خرزة صغيرة أو قطعة خيط صغيرة. تستطيع أصابع قدمَيها أن تتمدّد كثيرًا من أجل التقاط الأشياء.”
بالطبع الحياة لا تساوي شيئًا من دون تحدّياتها. مثلًا يصبح التوازن مشكلة عندما لا يملك الشخص ذراعَين تجعلانه يستقرّ.
بالنسبة إلى لايسي يصبح الركض والقفز وحتّى المشي إنجازات صعبة، وقد يكون الوقوع مخيفًا لها. لهذا السبب عليها أن تذهب أسبوعيّا إلى معالجين نفسيّين وفيزيائيّين ليعلّموها كيف تقع بأمان وكيف تحمي رأسها بقدر الإمكان. هناك نقطة رئيسيّة أخرى للتركيز عليها وهي تقوية لبّ العضلات. فمع عضلات قويّة وردّات فعل صحيحة للتوازن، تستطيع لايسي أن تقي نفسها من الوقوع من خلال تصحيح وضعيّة جسمها. إنها مسألة تطوير المهارات من أجل التعامل مع العقبات التي تواجهها في حياتها اليوميّة.
ولكن ليس كلّ شيء تفعله لايسي ينحصر في العمل فقد بدأت مؤخّرًا بتعلّم الجمباز وركوب الخيل.
هذان النشاطان لا يسليان لايسي وحسب بل يساعدانها على بناء قوّة عضلاتها.
ماذا يخبّئ المستقبل للايسي يا تُرى؟ حسنًا هدفها الأخير هو أن تعيش حياة طبيعية وبفضل دعم عائلتها ومحبّيها ستتمكّن من تحقيق هدفها. إنها خير مثال للآخرين كي يروا أنه مهمّا حصل في الحياة اتبعوا أحلامكم ولا تستسلموا أبدًا.
إذا تأثرتم بقصة هذه الفتاة الرائعة التي قدمناها لكم من آي فراشة، شاركوها مع كل من يهمكم أمرهم ليتخذوا منها مثالاً. شكراً لكم !