في خلال ثلاثين سنة من ممارستها لمهنة العلاج الزوجي، لاحظت دكتورة ستارك من جملة الشكاوى التي يشتكيها الأزواج، أن هناك اثنتان أساسيتان هما الأكثر أهمية :
الرجال يشكون من أنهم يأتون في آخر قائمة الأولويات عند زوجاتهم ( بعد الأولاد، العمل، المنزل، الخ. )
النساء يشكين من أن أزواجهن لا يصغون إليهن.
هل فاجأكم هذا ؟ أنا لم أتفاجأ.
الرجل قديماً كان يجب أن يتصيد ليؤمن الاستمرارية لعائلته، ولهذا كان يسخر كل طاقته لهذا الهدف. لم يكن لديه الوقت ليلاحظ قوس قزح على يمينه أو أوراق الشجرة التي ترقص في الهواء، ولا ليهتم بالحالة النفسية التي يمر بها شريكه في الصيد.
المرأة قديماً كانت تقطف الثمار، تهتم بالكهف وبالصغار مع النساء الأخريات في عشيرتها. كانت بحاجة لخلق روابط مع النساء الأخريات لتأمين البقاء على قيد الحياة لها ولأولادها. لهذا تعلمت أهمية التواصل، واستعمال اللغة والتعابير وإقامة علاقات.
ما الذي يعنيه هذا بالنسبة للرجال وللنساء اليوم ؟ إن النساء يقضين وقتاً جنونياً في التواصل وفي تحليل المشاعر مع كل من يحيط بهن. ( أتعرفون أنه، بشكل عام، يتلفظ الرجل ب 7000 كلمة في اليوم والمرأة ب 21000 ؟). بينما الرجال يركزون على شيء واحد كل مرة.
لهذا هي توجه هذه الرسالة :
سيداتي، لا تضعن رجل حياتكن في آخر القائمة. يحتاج الرجال إلى الشعور بأنهم مرغوبون. ولا تفترضن أن الزوج لا يهتم بكن لأنه لا يشارك معكن قصة ” ألا تعرف ما قالته لي فلانة بخصوص فلانة الأخرى في المكتب ؟”
سادتي، إذا كنتم تضيقون ذرعاً بانفعالات زوجاتكم وتدفق حديثهن المتواصل، أخبروهن بكل بساطة. ولا تقللوا من أهمية الإصغاء إليهن.