الحصول على علامات جيدة هو أهم شيء بالنسبة لبعض الأهل..فماذا علينا كاهل أن نفهم عن العلامات المدرسية ودلالاتها على مدى ذكاء الاطفال ؟ إليكم الجواب على هذا السؤال المهم.
أفي في العاشرة من عمرها وهي في الصف الرابع الابتدائي. استدعتها المديرة لأنها زوّرت إمضاء والدها على المسابقة. كانت «أفي» مرعوبة تنتظر والدها الذي لم يكن يعرف أنها رسبت في الرياضيات.
أذكر هذه الحادثة عندما كنت مديرة مدرسة. لقد كنا جميعنا مدهوشين لأن بنتاً صغيرة كهذه حاولت تزوير إمضاء والدها. لا شك أن التدرب على هذا التزوير احتاج إلى وقت منها. ما الذي دفعها إلى القيام بهذا؟ الخوف! الخوف من عقاب أهلها ورفضهما واستهجانهما. كانت «أفي» تعاني من صعوبات تعلمية وهو أمر كان أهلها يرفضانه.
بسبب مبالغتنا في تقدير النتائج الأكاديمية المدرسية، أصبحنا عميان. هل الولد الذكي أفضل من الولد المحب أو الكريم أو الفنّان؟ من الذي يؤكد أن الولد الذكي مدرسياً هو فقط الذي سيكون ناجحاً وسعيداً بإنجازاته؟ لحسن الحظ أن هناك دراسات أجريت على أشخاص مثقفين متعلمين أكدت أن الذكاء عدة أنواع. الواقع أن هذه الدراسات تشجعنا على تقدير أنواع أخرى من الذكاءات واكتشافها فالحقيقة أن هناك اشياء أخرى غير اللغة والرياضيات والاستدلال التي هي مواد تأخذها بعين الاعتبار معظم المدارس. لماذا نبالغ في تقدير التلميذ الذكي الذي يتفوق أكاديمياً؟
«مرحباً رايتشل كم ولداً عندك؟ وكيف هو مستواهم الدراسي؟» «حسناً يا نيكول. لدي ثلاثة أولاد. تلميذ الفئة «أ» وتلميذ الفئة «ج» والغبي. لا يقدر الجميع أن يكونوا على ذات الدرجة من الذكاء!»
لا يعبّر بعض الأهل بعبارات كهذه، قد يكونون أكثر تهذيباً ورقة لكن المعنى هو ذاته. يشعر الأهل بالفرح عندما يتلقى الولد الجوائز والتقديرات والدبلوم ولكن الأفضل ألا نذكر الغبي، فهو يُقصى من العائلة لأنه يجلب لها الخزي والعار.
ما الذي قادنا إلى الاعتقاد بأن أولادنا مهما كانت علاماتهم المدرسية أشخاص يمكن تصنيفهم بحسب علاماتهم؟ أيمكن تحويل قيمتهم الإنسانية إلى عدد أو حرف؟