يقال دائماً إنّ الأمومة تغيّر الحياة، وذلك صحيح. فمنذ أن أصبحت أمًّا، أسمح لنفسي بأشياء لم أكن أقبل بها من قبل.
عدم وضع المكياج
قليلة هي الأيّام التي أستطيع فيها أن أختبئ من طفلي الذي يتبعني حيثما أذهب في الصباح. فيصبح وضع المكياج في البيت لعبة خطرة: فقد أذهب إلى العمل وفرشاة المسكارا مزروعة في عيني. لذلك أحتفظ بعدّة التبرّج في حقيبتي على مدار الساعة. في البداية، كنت أضع المكياج فور وصولي إلى العمل، وبعدها راح انشغالي بالرسائل الإلكترونية الضروريّة والواجبات التي يجب عليّ إنجازها باكرًا يجعلني أهمل وضع مساحيق التجميل. مفاجأة! لم يؤثّر ذلك في حياتي اليوميّة ولم يلاحظ زملائي شيئًا بل أصبحت ألفت الأنظار عندما أضع المكياج.
اعتماد قصّات شعر سهلة
قد تنعتونني بالإهمال لكن إضافةً إلى توقفي عن التبرّج تخلّيت عن قصّات الشعر التي تتطلّب عناية خاصة، فبعد إنجابي طفلي غالبًا ما كنت أربط شعري إلى الخلف. وعندما قرّرت زيارة مزينة الشعر لتغيير تسريحتي قلت لها:” أنا أستحم في المساء ولديّ دقيقتان فقط لأرتب شعري عند الصباح، والآن قصّيه لي.” بعد أعوام قليلة، يمكنني أن أعاود من جديد تجربة التسريحات الغريبة التي كانت تروق لي كثيراً.
عدم ممارسة التمارين الرياضيّة
قبل أن أصبح أمًّا، كنت أقوم بالتمارين الرياضيّة مرّةً كلّ يومين، وكنت أشعر بالذنب إن امتنعت عن ذلك. الآن، أصبحت أسمح لنفسي بعدم ممارسة التمارين الرياضيّة لضيق وقتي. ليس هدفي تشجيع الكسل ولكن ما من شعور أجمل من الامتناع عن ممارسة الرّياضة دون الشعور بالأسف ! ففي بعض الأسابيع أتمرّن مرّتين وفي بعضها الآخر لا أتمرّن أبدًا، لكن عندما أتمرّن أستمتع بالأوقات التي أقضيها وحيدة.
أخذ قيلولة
عند ولادة طفلي، نصحني الجميع بمشاركته ساعات نومه، وأنا أفعل ذلك منذ سنتين، فعندما يأخذ قيلولته بعد ظهر أيّام عطلة نهاية الأسبوع أسرع إلى فراشي. لن أفوّت أبدًا هذه اللّحظات الممتعة. فإذا أردتم رؤية أوقات مواعيدي فهي في الصباح أو بعد السّاعة الثالثة ظهرًا، وذلك غير قابل للنقاش.
تقبّل الفوضى
أخذ القيلولة لا يترك لي وقتًا كافيًا للقيام بالأعمال المنزليّة، ولأنني أمّ طفل في الثانية من عمره وأنتظر مولودًا آخر بعد 4 أشهر أسمح لنفسي أن أترك البيت يعجّ بالفوضى والغبار، كما أنّي أتّكل على زوجي لتحضير الطعام والقيام بالتنظيف. وإن أراد أن يستريح في أوقات نومنا، فذلك لا يهم. يمكننا أن نأكل المعجنات أولاً وأن ننظف البيت لاحقًا. وحتّى لو استقبلنا ضيوفًا لتناول العشاء، فهم سيتفهّموننا كوننا آباء جدد.
شراء الحلويات
أقربائي يعرفون كم أحب تحضير الحلويات، ويطلبون منّي دائمًا تحضيرها عندما نجتمع للعشاء. لكن منذ ولادة طفلي وكتب وصفات الحلويات تغطّيها الغبار. فهل أمضي صبيحة يوم السبت في المطبخ أم أقضي وقتًا ممتعًا مع عائلتي؟ الجواب واضح: أشتري حلوياتي جاهزة. فقد استقبلت يوم العيد عائلة زوجي بحلويات قد اشتريتها من السّوق! وقد أمضيت وقتًا ممتعًا ولم أنهمك بالتحضيرات. أعترف بأنّ ضيوفي لم يأكلوا من حلويات السّوق كما عادتهم، لكن أعزّي نفسي عندما أفكّر أنني ساعدتهم في المحافظة على رشاقتهم.
الغناء
أحبّ الغناء، لكن صوتي بشع وأدندن أي شيء، وأؤلّف أغانٍ من وحي الأعمال التي أقوم بها، وذلك يزعج زوجي. كنت أرغم نفسي على السكوت لياقةً. ولكن الآن أسمح لنفسي أن أستطرد فذلك من حقّي! وطفلي هو أفضل جمهور، فأنا أغني له الأغاني باستمرار وألقى نجاحًا كبيرًا. من أعظم أعمالي: إلى اللّقاء أيها الحمّام نراك غدًا. وهل تحب التوست؟ وهي أغنية تتطلّب إجابة. أعدكم جميعًا أن أدعوكم إلى حفل إطلاق ألبومي!
هذه هي لائحة حقوق الأمّ التي منحتها لنفسي، هل لائحتكم تشبهها؟