” من أجل صحتكم، يجب أن تأكلوا بشكل متوازن في كل وجبة “
أنا واثق أنكم سبق وسمعتم أو قرأتكم هذه الجملة سواء كان على التلفزيون، على الإنترنت أو أيضاً من فم الطبيب أو أخصائي التغذية.
لكن في الحقيقة، ما الذي يعنيه ” الأكل المتوازن ” ؟
لا، الأكل المتوازن ليس تقديم عرض بهلواني على الحبل حاملين طبقاً في اليد…
الهيئات الصحية الرسمية توصينا بإعداد وجبات يقال لها “متوازنة” على أساس احترام التوازن بين المواد المغذية الكبيرة (بروتينات، نشويات ودهنيات) والمواد المغذية الصغيرة (فيتامينات، معادن).
يجب إذن أن نعدّ وجباتنا بحسب هذه الهيئات الرسمية بهذه الطريقة :
• حصة من النشويات (معجنات، خبز، أرز…) بالنسبة للكربوهيدرات
• حصة من المنتجات الحيوانية (لحوم، سمك، بيض…) بالنسبة للبروتينات
• القليل من الزيت بالنسبة للدهنيات لكن باعتدال لأنه يمكن أن يجعلكم بدينين
• حصة من الخضار بالنسبة للمواد المغذية مثل الفيتامينات
• منتج من الحليب على شكل حلوى لأن الدعاية الإعلانية تقول إنه صديقنا مدى الحياة
• آه، كدت أنسى ! حصة الفواكه طبعاً من أجل أن يكتمل التوازن
أنتم توافقونني الرأي، هذه الطريقة في توليف الوجبات مزعجة جداً، تأخذ وقتاً ويمكن أن تكلّف غالياً.
” الأكل المتوازن ” يجعلكم تخزنون الدهون على مر السنين، لهذا السبب نسارع في الشيخوخة وفي البدانة. تخزين الدهون على مر السنين ليس شيئاً عادياً بالنسبة للبشر.
في هذا المقال، سأشارك معكم 4 أسباب من أجلها يجب خصوصاً أن لا تأكلوا “أكلاً متوازناً “. على الأقل ليس كما يوصوننا به !
السبب رقم 1 : الهرم الغذائي خطير !
لنأكل بشكل متوازن، يجب أن نخطط لوجباتنا آخذين في الحسبان التوصيات الغذائية للهرم الغذائي العصري.
لكن هناك العديد من الأشياء التي تبدو خاطئة في هذا الهرم :
. يجب أن نأكل حبوباً ونشويات في كل وجبة بينما هذه لا تناسب كثيراً تكويننا الفيسيولوجي ( فنحن نجد صعوبة في هضمها ) وهي تولد مشاكل صحية كثيرة كالسكري وزيادة الوزن بسبب مؤشر السكر العالي فيها. نذكركم ! نحن لسنا دجاجاً. وهناك شيء مؤكد : نحن نستهلك الكثير من الحبوب والنشويات.
. يجب أن نتناول 3 منتجات حليب في اليوم بينما نحن نعرف الآن أن حليب البقر المبستر مؤذٍ للصحة.
. ينصحنا الهرم الغذائي بتناول 5 حصص من الفواكه والخضار في اليوم، وهذا ليس كافياً أبداً إذا أردنا أن يكون غذاؤنا متنوعاً وغنياً بالمواد الغذائية.
يجب بحسب رأيي أن نضاعف الكمية مرتين وحتى ثلاث مرات…
. يقول إن المنتجات الدهنية (الزيوت المفيدة، الافوكادو، الثمار الزيتية) هي أطعمة تجعلنا بدينين. بينما هي أساسية من أجل صحتنا.
. بدون أن نتكلم عن وجود فئة “الحلويات والكاتوه”.
إنها وسيلة جيدة لتبرير وجودها في غذائنا ولبيع هذا النوع من المنتجات المضادة للطبيعة وغير المفيدة لأولادنا(إنها مليئة بالمواد المضافة الكيميائية السامة) .
بالإضافة إلى هذا، يجب أن تعرفوا أن هذا الهرم الغذائي تسوّق له غالباً الشركات المسيطرة على الصناعات الغذائية مثل لوبي الحليب. يجب أن تشاهدوا الأمور كما هي، التوصيات الحالية هي قبل كل شيء في خدمة عالم الأعمال الذي يجلب الكثير من المال للبعض.
خبراء الصحة المكلفون بإعداد التوصيات الغذائية هم بعيدون عن الشفافية ويقيمون علاقات وثيقة مع بعض اللوبيات الزراعية والغذائية.
أدعوكم إلى القيام بأبحاثكم الخاصة، وستجدون ما يصدمكم !
هل فهمتم ؟ “الأكل المتوازن” ليس له معنى بما أن التوصيات الرسمية مزيفة وتخفي خلفها الكثير من المصالح.
باختصار، إذا أردتم نصيحتي، لا تثقوا خصوصاً بهذا الهرم الغذائي لإعداد وجباتكم !
تابعوا معنا غداً من آي فراشة: السبب رقم 2 : ماذا كان يأكل أجدادنا ليبقوا معافين وبصحة جيدة ؟