إنّ الإحصاءات واقعية، فوفقاً للإحصاءات، تأتي نتائج الصبيان أسوأ من نتائج الفتيات في القراءة منذ ثلاثين عاماً… في كافة الأعمار وفي كل سنة.
إذا كنت أمًا لصبي فمن الضروري جداً أن تقرئي هذه المقالة ، لتفهمي ما يحدث مع ابنك ولئلا تخطئي في وصفه ببعض الصفات السلبية التي تؤثر في شخصيته.
إنّ ثلثي طلاب التربية الخاصة في الصفوف الثانوية هم من الصبيان كما أن 50% من الصبيان يميلون إلى الرسوب في الصف الثامن مقارنة مع الفتيات.
يتم تشخيص حالات نقص في التركيز أو صعوبات تعلمية خمس مرات أكثر عند الصبيان منه عند الفتيات؛
كما تتم إحالتهم إلى الطبيب النفسي في المدرسة أكثر من الفتيات.
نجد وراء هذه الإحصاءات صبياناً من لحم ودم، يخشون المدرسة، ويمضون ساعات في مكتب الناظر ويرفضون القيام بواجباتهم المدرسية ويقولون للأهل القلقين إن «الأستاذ لا يحبني».
لماذا الفرق في النمو والتطور
الفتيات لسن أفضل من الصبيان، والصبيان ليسوا أفضل من الفتيات.
لكن الصبيان والفتيات مختلفون بالتأكيد لاسيما ضمن المجموعات. فالصبي الوحيد سيسره ان يقلّب صفحات كتاب أو يركب أحجية
أو يركز على مهمة محددة لكن حين يجتمع الصبيان معاً، يبرز التنافس والنشاط عادة.
يشير الدكتور جوزيف توبين، أستاذ تربية الطفولة الأولى في جامعة ولاية أريزونا إلى أنّ «ثقافة المدارس أنثوية أكثر مما هي ذكورية،
لاسيما بالنسبة إلى الأولاد الصغار. فوجود الرجال يكاد يكون معدوماً في المراحل التعليمية الأولى.
وتجد العديد من معلمات الأطفال أن اهتمام الصبيان بالعنف والأشياء الضخمة ووظائف الجسم مملة أو غبية».
يمكن لمعدل نشاط الصبيان المرتفع ومقاربتهم التنافسية والعملية للتعلّم أن يولّد تحديات حتى لأكثر الأساتذة تفهماً، لاسيما في الصفوف الكبيرة الحالية.
وفي حين أن الكثير من الصبيان هم تلامذة ممتازون خلال سنوات الدراسة إلا أن معظمهم يتعلمون القراءة بعد الفتيات.
يعتقد العديد من الخبراء أنه غالباً ما يُشار إلى الصبيان على أنهم متعلمون ذوو مشاكل بسبب الفروق في النمو وليس بسبب مشاكل أكاديمية فعلية.
يبدو أن المدارس تقدّر عالياً المهارات التي تجيدها الفتيات. والصبي، الذي يتعلّم أنه فاشل وأنه مشكلة، من غير المرجّح أن يحب المدرسة ويستمتع بها.
يؤدي الرسوب في المدرسة إلى الشعور الذي يخشاه الصبي أكثر من أي شعور آخر أيّ الخزي.
ويؤدي الخزي بدوره إلى عدم احترام الذات وإلى البعد عن المجتمع المدرسي.
ومع اقتراب موعد الالتحاق بالصفوف الثانوية، يصبح الصبيان أكثر عرضة لمواجهة المشاكل الأكاديمية وأكثر ميلاً للتهرّب من المدرسة وتركها كلياً.
معلومة ضرورية إن أحد أهم الأسباب والعوامل التي تؤدي إلى نجاح الصبي أو فشله في المدرسة لا يتعلق أبداً بالمسائل
الأكاديمية، فإحساس الطفل بأن الأستاذ يحبه أو لا يحبه يؤثر في رغبته في التعلّم.
يجب أن يشعر الأطفال بالانتماء وبالتواصل في الصف كي يبذلوا جهدهم ويتعلموا بشكل جيد.
يحب الصبيان الحركة، فالحركة مثيرة وممتعة سواء في الحديقة أو على شاشة السينما
(يرى العديد من الخبراء أن التلفزيون والألعاب الالكترونية قصّرت مدى انتباه الأطفال وقللت من قدرتهم على النجاح في المدرسة.)
يعتقد معظم الصبيان للأسف أن الحياة في الصف مملة للغاية.
في الواقع، يعتقد بعض الخبراء أن الصبيان يحتاجون إلى ما لا يقل عن خمس فترات راحة في اليوم كي يحافظوا على تركيزهم على العمل الأكاديمي.
إلا أن الاستراحة هي عادة أول ما يُحرم منه الصبي حين يسيء التصرّف أو يفشل في إنهاء ما هو مطلوب منه.
يُطلب من الصبي أن يجلس لساعات في مقعده وان يستمع بهدوء وصمت وأن يتبع الإرشادات، فالحركة في الصف غير مقبولة كما هو حال المزاح واللعب اللذين يحبهما الكثير من الصبيان.
في كتابه Real Boys ، يتحدث الدكتور ويليام بولاك عن الحاجة إلى «تذكير» المدارس، وجعلها مكاناً جذاباً أكثر للصبيان:
«ينجح الصبيان كالفتيات في المدارس التي تمنحهم فرصة المشاركة في النشاطات التعلمية التي تتناسب مع اهتماماتهم
وكفاءاتهم الشخصية ما يمكنهم من أن يعبّروا عن حقيقتهم وأن ينجحوا كأفراد».
يجب أن يتمكن كل تلميذ، بغض النظر عن جنسه أو قدرته، من أن يشعر بالانتماء والأهمية في صفه.
قد لا تكون المدرسة مسلية دوماً إلا أنه لا ينبغي أن تكون مذلة أو مخزية أو محبطة.
كتاب: دليل تربية الصبيان- شيريل ايروين- دار الفراشة