نعتقد أن التعرق مؤشر على أننا نشعر بالحر أو على أنه نتيجة طبيعية أثناء القيام بتمارين رياضية . ولكن الحقيقة أن للعرق دلالات صحية كثيرة.
“يحتوي العرق على معلومات غنية عما يحدث في الجسم مع عدد كبير من المواد المختلفة بدءاً من إيونات الألكتروليات وصولاً إلى البروتينات” بحسب ما يقول البروفسور آلي جافيي الاختصاصي بعلوم الكمبيوتر والهندسة الكهربائية من جامعة كاليفورنيا والرائد في مجال علوم التعرق … وهو صمم مؤخراً نموذجاً أولياً لجهاز تحسسي للعرق يمكن ارتداؤه.
تقدر هذه الاجهزة التحسسية على قياس التفاصيل الصحية التي لا تقدرين على التقاطها بنفسك والتعرق الذي تتعرقينه له مؤشراته.
إذا كانت رائحة عرقك نتنة…
يحتمل أنك تشعرين بالضغط النفسي..هل لاحظت ان العرق الذي يخرج منك في النادي الرياضي لا تكون رائحته نتنة، بينما في المكتب، عندما تكونين مضغوطة نفسياً، تجدين نفسك تدعين الله ألا يشم أحد رائحة عرقك ؟.. السبب أن الجسم يفرز العرق عبر غدد مختلفة.
عندما تشعرين بحر شديد يتم إفراز العرق عبر غدد العرق المفرزة التي تتواجد في الجسم وتنتج العرق الذي يكون بمعظمه ماء وملح..أما العرق الذي ينتج عن الضغط النفسي فتفرزه غدد العرق التي ينحصر تواجدها تحت الإبطين وتنتج عرقاً ممتزجاً مع الدهون والبروتينات وبكتيريا الجسم.
إذا كنت تتعرقين كثيراً…
كلنا نتعرق ولكن بدرجات مختلفة .. وكلما كان جسمك متنعماً بالصحة أكثر، تعرق أكثر . في دراسة أجريت في اليابان تبين أن الذين يتمتعون بالصحة الجيدة لا يتعرقون أكثر فقط بل يتعرقون بسرعة أيضاً..
إذا وجدت أن راحتيك تتعرقان عندما تكونين متوترة أو تجدين أن جسمك يتعرق مع أنك لا تعملين ، فاعلمي أن هذا قد يشير إلى حالة تسمى ” فرط التعرق” ..
ماذا لو كنت لا تكادين تتعرقين..
بعضنا يتعرق أكثر من غيره .. الأمر متوقف على عدد غدد التعرق التي يملكها.. إذا كنت في النادي الرياضي وكان غيرك يعرق كثيراً وأنت لا تتعرقين كثيرا، هذا لا يعني أنك لا تبذلين الجهد الكافي..
ولكن إذا كنت في منتصف صف رياضي ولم تعرقي أبداً . فهذا قد يشير إلى حالة تسمى Anhidrosis أو النقص المرضي في التعرق التي قد تكون وراثية أو ناتجة عن عوامل أخرى كالرضة الجلدية. إن هذه الحالة قد تؤثر في الجسم كله أو قد تؤثر في بعض المناطق. إذا كنت لا تتعرقين فهذا قد يعني أن جسمك لا يقدر على تنظيم الحرارة وهذا شيء خطر.
إذا كان عرقك مالحاً….
إذا كنت تجدين خطوطاً بيضاء تنزل على وجهك في الصيف الحار أو إذا كنت تشعرين بعينيك تحترقان عندما يصل العرق إليهما، فهذا يعني أنك تعانين من النقص بالصوديوم.. الحقيقة أن الذين يكون عرقهم مالحاً هم أشخاص يفتقر نظامهم الغذائي إلى الصوديوم الذي هو ضروري من أجل حمايتنا من التجفاف.. إن النقص بالصوديوم ليس مؤشراً صحياً سليماً لذا يجب التنبه