تظهر شخصية الأم القاسية واضحة عند الساحرات الشريرات في قصص الأطفال. فالأم الحنون تضحي بكل شيء وتتفهم وتتقبل كل شيء، بينما تكون شخصية الأم القاسية في الداخل تقوم بتخزين الاستياء والغضب وهي تراقب تصرفات الأم الحنون، ومع الزمن تبدأ الانفعالات السلبية بالصعود إلى السطح.
إنك ععندما تماثلين نفسك بالأم الحنونة، فإنك تؤمنين لنفسك حياة هادئة لفترة طويلة، ولكن في لحظة سيتصاعد الانزعاج في داخلك تجاه زوجك وأولادك وتتلاشى الحميمية وتختفي الرغبة بالانجذاب إلى الزوج، وتشعرين بالقهر وخيبة الأمل من الحياة، وأحد أسباب هذا الانقلاب، وقد يكون السبب الرئيسي، هو الأم القاسية.
إن شخصية الأم القاسية تعبر عن حاجاتنا الطبيعية أو غرائزنا التي تم قمعها لمدة طويلة، فهذه الطاقات سوف تستجمع قواها في آخر الأمر وتبدأ بالاندفاع نحو السطح، فتحمل الاضطراب والدمار إلى حياة المرأة. ولكن فعلياً فإن الأم القاسية تظهر لتعيد التوازن إلى حياة المرأة. فإذا كانت الأم تماثل نفسها مماثلة كاملة مع الأم الحنونة وتقمع كل انفعالاتها وحاجاتها الطبيعية، فإن الأم القاسية تبدأ بالظهور خلسة. فهي يمكن أن تسيطر على سطح الوعي عدة مرات في اليوم، كل مرة لبضع ثوان، وهي تتصرف في هذه اللحظات بحيث تسبب أكبر ضرر ممكن للأم وللمحيطين بها، بينما تكون الأم الحنونة غائبة ولا تذكر ما حدث.
فمثلاً إذا أقام الزوجان عشاء عمل وكان بين الحضور أشخاص مهمين بالنسبة للزوج، فإن الأم القاسية يمكن أن تدلي بعدة ملاحظات مذلة تصيب الزوج في الصميم، ولن تستطيع الأم الحنون فيما بعد أن تفهم ما حدث وكيف استطاعت أن تقول شيئاً كهذا. أو قد تقوم الأم القاسية خلال حديثها مع أولادها بعدة تصرفات أو إشارات أو تقول بضعة كلمات، توحي لهم أنهم أغبياء جداً وقبيحون ولا قيمة لهم، بدون أن تعلم الأم الحنون بما حدث.
هذا كله لا يمكن أن يلاحظه إلا شخصية المراقب في داخلك ( وشخصية ” الأنا ” الواعي أيضاً ) إذا دربته على أن يكون حاضراً في زمان الحدث ومكانه وأن يراقب جميع حركاتك وكلماتك ومشاعرك.
نكرر أن ليس الهدف من المراقبة الحكم على المشاعر أو قمعها، بل فهم ما يحدث وأسبابه.
هل اكتشفت أو اكتشف من حولك شخصية الأم القاسية لديك؟ هل تستطيعين أن تلاحظي أو تطلبي ممن حولك أن يلاحظوا كم مرة تتحرك إلى السطح كل يوم ؟ كل أسبوع ؟