إن الشخص الذي يسيطر على مركز الطاقة الموجود عند قاعدة الحلق، سوف يحقق النجاح الأكبر في الحياة ويكتسب معرفة الماضي والحاضر والمستقبل.
إن هذا المركز مرتبط مع عواطف التعبير عن الذات ومع الانفعالات التي ترافق عمليات التربية والتعليم والتغذية والثقة والتقبل. إن نقاط الحصار في هذه المنطقة يمكن أن تظهر بصورة سعال وصمت ولعثمة أو توتر الحبال الصوتية، وذلك عندما يتكلم الإنسان. إن هذا المركز يعتبر كذلك مسؤولاً عن الإبداع وإظهار الإرادة.
كما إن هذا المركز مسؤول عن جميع السلبيات التي تحدث معك في هذه الحياة، وعندما تنفتح على هذا العالم عن طريق التمرين، فإن هذا المركز ينفتح أيضاً وتبدأ طاقات جديدة بالدخول إليك، وكل شيء يصبح حولك مضيئاً ومشرقاً. إن هذه الطاقات تحرك وتوقظ نقاط الحصار العميقة، فتصعد إلى السطح تدريجياً، وأثناء ذلك ينغلق هذا المركز وكل شيء من حولك يصبح مظلماً. لكن لا تخف، فهذه عملية طبيعية تخبرك بأنه آن أوان التعامل مع نقاط حصار جديدة.
أنت تعرف قانون “الداخل يساوي الخارج”، لذلك عليك ببساطة أن تكون يقظاً وأن تلاحظ الإشارات التي تسبق دوماً حدوث المشاكل، وعندها سيكون بمقدورك التعرف على نقاط الحصار منذ البداية ما إن تبدأ بالظهور إلى الخارج، وفي هذه الحالة لن يكون لدى نقاط الحصار القدرة على تشكيل وضع سلبي. وعندما ترى أنه يحدث شيء لا تفهمه، فبمقدورك دوماً أن تمارس التأمل كي تفهم المشكلة التي ظهرت أمامك.
كما أن هناك طريقة أخرى للتعامل مع هذا الوضع، وهي أن تتحدث مع شخص قريب إليك كي تفهم ماذا تعني الإشارات. فالإنسان يصعب عليه أن يتغلغل في تفاصيل مشاكله دون مساعدة أحد. إنني أستخدم هذه الطريقة كثيراً، وأناقش المشاكل مع زوجتي عندما أشعر أن الوقت يداهمني ويجب أن أتخذ القرارات سريعاً. وإذا أردت استخدام هذه الطريقة فتذكر أن على مستمعك أن يفهم جيداً ويرى حقيقة أن “كل ما يحدث معك في الخارج هو انعكاس لداخلك”.
عادة يحتاج الأمر إلى ثلاث ساعات تقريباً أو أكثر قليلاً من الأحاديث “الفارغة” والدوران حول الموضوع، كي تبدأ بإدراك ما يحدث فعلاً. علماً أنه خلال أحاديث كهذه لا يُسمح أبداً أن ينتقد أحدكما الآخر.
تبدأ نقطة الحصار ( العقدة ) في هذه الحالة بالانفتاح والزوال بهدوء، علماً أنها أحياناً تزول بصورة جزئية فقط. قد تتعرض للصعود والهبوط مرات كثيرة، وسينتهي هذا الوضع عندما يبدأ هذا المركز بالانفتاح في أكثر الأحيان وسيظهر لديك موقف إيجابي تجاه الأشياء التي تأتي إليك.
قد يبدو لك هذا كله أمراً طويلاً ومملاً، لكن لا يمكنك تجنب ذلك، فأمامك حلان فقط: إما أن تتعامل مع نقطة الحصار أو لا تتعامل. الخيار خيارك، فإذا اخترت الحل الأول فالعب ولا تتعامل جدياً مع ما تفعله، وعندها سينفتح أمامك الطريق.