تحاول البشرية استكشاف الوعي منذ مئات السنين. يقوم بذلك المنومون المغناطيسيون وعلماء النفس والأطباء وأجهزة الاستخبارات وغيرهم. هم يتوقعون، عن طريق التحكم باللاوعي، شفاء أي أمراض، تطوير أي إمكانات، اكتساب السلطة على العالم. ولكن السلطة على العالم هي سلطة على الله، ومن يسير بهذا الاتجاه يحكم بالفناء على سلالته كلها عاجلا ًأم آجلا ً هؤلاء الأشخاص يقتلون ذريتهم.
للدخول إلى اللاوعي يجب جعل الجسم والوعي المتعلق به دون حركة. في الهند إذا أراد أحدهم أن يكتشف قدرات خارقة في داخله، فالشرط الأساسي لذلك هو عدم وجود أسرة وأولاد وجنس. وكان الفيلسوف اليوناني فيثاغورس يشترط، لقبول التلاميذ في مدرسته، أن يصوموا مدة أربعين يوماً. فإذا تحمل التلميذ الصيام بسهولة، فهذا يعني أن نفسه مستعدة للعزوف عن الدنيا. عندئذ كان يمر باختبار آخر. كان يجب عليه الصمت لعدة شهور وأحياناً لعدة سنوات. كما أن الرهبان ينذرون دائماً الصمت والعزلة.
إذا تعلّم الإنسان مهارة معينة لمدة عشرين إلى ثلاثين يوماً، فإنه سوف يخسر مهارته مع الوقت. أما إذا تعلّم ذلك لمدة أربعين يوماً أو أكثر، فلن يفقد مهارته مهما مضى من الوقت.
إن مدة الأربعين يوماً هي أيضاً شيفرة الدخول إلى اللاوعي. إذا واظبنا على عمل ما، أو حالة داخلية معينة، مدة تتجاوز أربعين يوماً فإنها تمر إلى اللاوعي وتبقى هناك بشكل دائم.