الكل يعرف أن الإشعاعات خطيرة وقد تؤدي إلى العقم والعجز الجنسي وإلى أمراض لا تشفى. لقد تطوع للعمل في منطقة تشرنوبل أشخاص ليس لديهم ما يفقدونه. وفجأة، بعد أن بدأوا بالعمل هناك، بدأت نساء عقيمات يلدن ورجال عاجزين جنسياً يصبحون رجالاً أصحاء طبيعيين. هذا يعني أن الإشعاع قد يكون مفيداً ولكن ذلك يرتبط بشكل ما مع حالة الإنسان الداخلية.
لقد رووا لي ما حدث مع عناصر إزالة آثار الإشعاع الذين عملوا في منطقة المفاعل وتلقوا جرعات عالية من الإشعاع. صارحهم الأطباء أن لا فرصة لديهم في البقاء على قيد الحياة وأنهم ميتون لا محالة. لم يبق لهؤلاء المصابين إلا أن يمرحوا في أيامهم الأخيرة، فكانوا كثيراً ما يتمادون في الشراب حتى الثمالة لإلغاء الوعي الذي كان يردد على الدوام: ستموت عما قريب. أحد هؤلاء الأشخاص أخرجه رفاقه من البيت بالقوة وقالوا له: طالما لم تمت بعد لنذهب ولنجر فحصاً. وأظهرت التحاليل في المستشفى أن الرجل سليم معافى. إن تأثير الانفعال الإيجابي وانعدام الخوف من جهة وأعلى درجات التوتر على شكل إشعاع من جهة أخرى، أديا إلى هذه النتيجة. لقد تنشطت طاقة الحياة وألغت تأثير الإشعاع.
لقد شاهدت برنامجاً على التلفزيون أًظهروا فيه الناس الذين عادوا إلى تشيرنوبل ويسكنون هناك. كان المصورون يسيرون في الشوارع بينما عدادات هيغر للإشعاع تؤشر قيمة عظمى، الإشعاع في كل مكان. ثم يدخلون إلى بيت خشبي يسكنه أناس متدينون فتسجل العدادات صفر. الأمر مستحيل ولكنه كذلك.
إن الاختلال في التوازن الانفعالي الداخلي يجعل التعرض للإشعاع خطيراً بشكل يفوق التصور، وهذا هو السبب في أن حتى جرعات غير كبيرة تكون خطيرة على بعض الناس بشكل قاتل. إن التأثير الذي يتلقاه الجسم من الإشعاع يشبه تماماً التأثير الحاصل نتيجة خيانة شخص مقرب، أو انهيار المثل، أو الضغينة الظالمة. أي أن الإنسان المتشبث بالروحانية وذا الشعور الحاد بالعدالة والمثالي، قد يصاب بمرض عضال حتى من جرعات إشعاع صغيرة.