تربية الشخص الآخر، نحتاج لاستيعاب عدة مبادئ أساسية فحسب:
أ- حافظ على الحب دائماً. لماذا؟ لأن التربية تعني تغيير الشخص، والتغيير دون حب مستحيل. إذا لم يكن هناك حب وطيبة في عملية التربية، فإن القسوة تتحول بسرعة إلى تدمير.
ب- لا يستطيع الإنسان أن يتغير فوراً، لذلك لا بد من الصبر وتكرار المحاولة كثيراً في التربية. سوف يتغير كل شخص عاجلاً أم آجلاً.
ج- عليك دائماً أن تمدح قبل أن تذم. إذا بدأت بالتقريع والتوبيخ ينشأ فوراً حاجز رد فعل دفاعي، وعندئذ لن يتغير الشخص.
يوجد طريقتان في التربية؛ الأولى بدائية على مستوى حيواني: أن تحاول التربية بالذم والعقوبة على الأخطاء والسيئات. هذا يقمع الطاقة الداخلية ويجعل إمكانية التغيير في الحدود الدنيا. الطريقة الثانية على مستوى أرفع: بدلاً من التوبيخ على السيئة، يجب أن نمدح على الحسنة.
تحاول كثير من الزوجات تربية أزواجهن بالتوبيخ والتقريع وإبداء السخط على الدوام، بينما كل ما يلزم هو أن يتعلمن المديح على الحسنات. فالزوجات غير الراضيات عن شيء هن ببساطة مربيات فاشلات، وعدم اتقانهن للتنازع قد يعود على أولادهن بالأمراض والمصائب. في شرائع مانو الموجودة في الهند منذ أقدم العصور يوجد نص يسمح بالزواج من زوجة ثانية إذا ظلت الأولى عدة سنوات عاقراً. وإذا كانت الزوجة ولوداً ويموت أولادها، يمكن الزواج بامرأة ثانية بعد عشر سنوات، أما إذا كانت الزوجة غير راضية فيمكن الزواج بثانية على الفور.
إن حقدنا وغيظنا وكراهيتنا ليست كلها سوى أشكال بدائية للتربية وللسيطرة على الشخص الآخر. عندما يكون مستوى الطاقة العليا لدينا منخفضاً، لا تشكل هذه الأساليب خطورة ذات شأن. أما عندما نرتقي إلى مستوى أعلى من الوعي، فإن هذه الأساليب تحرمنا بكل بساطة من فرص البقاء على قيد الحياة.