ما هو الخير؟ هو انعدام الخطيئة. لقد اعتدنا أن نسمي الاستقرار والأمان المادي خيراً، لكن الخير الحقيقي هو طاقة الحب. الله وحده بلا خطيئة، ولكي تظل حياً لا بد من الاعتماد على الذات قبل كل شيء. أي اتكال على الله وأي دعاء ضارع للخلاص لا يجدي نفعاً إذا لم يخط الإنسان خطوة نحو الله. إذا كنت لا تريد أن تحس بالإلهي في ذاتك فلن يجديك أحد نفعاً.
كيف يمكن الخلاص؟
القاعدة الأولى: أن تلجأ للحب. أي أن تتصرف في حياتك بحيث يتفتح الحب في نفسك لا بحيث يخرج منها. لا تتبع أهواءك، لا تقتل، لا تسرق، لا تشهد الزور، لا تؤذ، احترم والديك.
القاعدة الثانية: الإلغاء المطلق للحماية الداخلية. لكي نستطيع استقبال الطاقة الإلهية دون أن نموت، لا بد أن تكون النفس غير حاملة لأي عدوانية. العدوانية هي حماية، فإذا لم يكن لدينا ما نحميه، فلن يكون لدينا عدوانية. عندما يمتلك الإنسان الثروة والاستقرار والحماية، فإن هذا سوف يؤثر تدريجياً في النفس. وإذا كانت متعة امتلاك الخيرات المادية تفوق متعة الحب، فإن نفس ذلك الإنسان تصبح عدوانية أكثر فأكثر، وسوف يموت إذا وقع في الحب.
نعرف الله عبر شعور الحب، وقبل ذلك الشعور يجب أن نكون دون حماية على الإطلاق. ما نأمل به هو ما نسعى إليه مدة طويلة، فيصبح عندها جوهر وجودنا الرئيسي. فإذا كان هدف الإنسان الرئيسي هو الثروة من أجل حماية جسده وغرائزه، فإن نفسه تبدأ بفقدان الحب بالتدريج. هذا الإنسان ليس لديه مستقبل وسيؤول جسده إلى الفناء بكل بساطة. ليس للأطفال حماية وهذا ما يساعدهم في الحفاظ على الحب. ما يحدث في الدول الغربية من عدم احترام الأولاد لوالديهم، وحتى أنهم يمكن أن يقاضوهم في المحاكم، يدل على حقيقة بسيطة: لقد فقد كثيرون في الغرب مستقبلهم.