كيف نتصرف عندما يعرض أولادنا أنفسهم للخطر
وضع طفل أصابعه على سطح بساط الأمتعة المتحرك في المطار، فقالت له أمه التي قلقت على ما يبدو على سلامة أصابعه:
«هلا انتبهت لأصابعك؟». أبعد الفتى أصابعه حوالى 2مم، ما يُظهر أنه سمع السؤال. كررت كلامها وتلقت الرد نفسه.
بقيت عينا الطفل نحو الأسفل، يراقب باهتمام السطح المتحرك. وعادت الأم تكرر كلامها مرتين أخريين بعد أن مرّت دقيقة من الوقت.
وأخيراً، قالت باستياء بما أنّ الطفل لم يفعل ما طُلب منه: «أبعد يدك!» وصفعته صفعة خفيفة على كتفه.
أبعد الطفل الذي بدا مرتبكاً ومشوشاً يده عن الخطر على الفور.
شهدنا ما حصل ولاحظنا أموراً عدة:
• كانت الأم قلقة وحاولت أن تدفع ابنها للانتباه لنفسه.
أدركنا هذا لأننا شاركناها قلقها ونحن كبار في السن بما يكفي لنفهم ما قصدته بكلامها في حين أن الطفل لم يفهم على الأرجح.
• إنّ المعنى الحرفي لسؤالها المتكرر هو «هل أنت قادر على أن تنتبه لأصابعك؟» ولم يكن هذا السؤال بحاجة لجواب من ابنها.
«نعم» بمعنى أنه قادر على ذلك، أو «لا» بمعنى أنه عاجز عن ذلك.
• يشير رد فعل الطفل الجسدي الطفيف إلى أنه سمع، لكنه لم يشعر بالحاجة للقيام بأي رد فعل آخر.
• يبدو جلياً أنّ الأم اعتادت أن تقول لهذا الصبي ما عليه أن يفعله أكثر من مرة، حتى الأمور التي تتعلق بسلامته.
كررت كلامها نفسه أربع مرات قبل أن تقرر التصرف بحزم. وفي هذه الأثناء، كان ابنها يمرر أصابعه على السطح المتحرك للسجادة.
• قد تتساءلون ما إذا كان الصبي متمرداً ولا يريد وحسب أن يتعاون؛ إلا أن الانطباع الذي كوناه هو أنه كان مأخوذاً تماماً بما يفعله وليس متمرداً.
• ما إن قالت بوضوح «أبعد يدك!» وصفعته على كتفه حتى تصرّف. لفتت الصفعة انتباهه وعبّرت الكلمات بشكل دقيق وواضح عما أرادته أن يفعل.
• يبدو استياؤها ناجماً عن عدم تجاوبه، إلا أنّ جملتها الأخيرة أوصلت إليه بشكل واضح الرسالة التي أرادت أن تصله.
رأينا أنه كان يُفترض بها أن تبدأ من حيث انتهت: «أبعد يدك». فمن المرجّح أن ردّ فعل الصبي ما كان ليتأخر ما يجعل الصفعة للفت انتباهه غير ضرورية.
كان هذا ليبقي أصابعه آمنة، وليجنّب الأم الانزعاج والاستياء ويحول دون شعور الصبي بالارتباك والتشوّش.
كتاب التربية السهلة – كين وأليزبيث ميلور- دار الفراشة