لم علينا أن نتناول الطعام هنا؟ –
– المكان مناسب.
– هل من مطاعم أكثر هدوءاً بالقرب من هنا؟
– ليس في مكان قريب.
– أتسأل ما إذا خضع هذا المكان للتفتيش مؤخراً؟
– دعينا ندخل.
يلخّص هذا الحوار الأسلوب الذي يعتمده كلّ من الجنسين في النقاش. تحاول المرأة غالباً الحصول على ما تريد عبر طرح العديد من الأسئلة المتنوعة: أسئلة تحمل تحدٍ أو تحمل معلومات. أما مشاركات الرجل في النقاش فغالباً ما تكون بسيطة ومباشرة. أسئلة الرجل واضحة على خلاف أسئلة المرأة، بحيث أن الرجل قد لا يدرك حتى وجود خلاف في الرأي.
عندما يدرك الطرفان في النهاية أنهما مختلفان في الرأي، يبقى لأسلوب تواصلهما الأثر العظيم. فما يهمّ الرجل أكثر هو أن يكون محقاً وهو لا يبدي اهتماماً كبيراً بمشاعر الآخرين. وغياب التعاطف هذا يُغضب المرأة ويجعلها تستاء. لا يحب الرجال الأسئلة ويفسرونها على أنها انتقاد ويأتي رد فعلهم على شكل انطواء عاطفي على الذات. هذا الشكل من التعاطي يولّد لدى المرأة الشك والحذر. هكذا ينتهي الأمر بالثنائي إلى تباعد، كلّ في زاويته الخاصة.