يتشكل البطن ( الكرش ) نتيجة لتزايد المخاوف التي تؤدي إلى تشنجات وتوتر عند الإنسان، مما يجعل الأربطة والعضلات حول العمود الفقري تضعف في منطقة القطن ( أسفل الظهر ) وتعيد توزيع توترها، وينتج عن ذلك انحناء العمود الفقري في هذه المنطقة للأمام، ومن جهة أخرى تساعد عضلات البطن نفسها على انحناء العمود الفقري بهذا الشكل، فهذه العضلات تنتفخ وتندفع نحو الأمام والأسفل لكي تحمي الإنسان، وتخلق في داخل البطن فراغاً ليمتلئ تدريجياً بالدهن.
إن أفضل وضعية تسمح لنا بتلمس توتر وانتفاخ عضلات البطن هي وضعية الاستلقاء، كما يمكن ملاحظة هذا التوتر والانتفاخ في العضلات الموجودة على الجنبين فتزيد من سماكة الخصر. وإذا بدأت بلمس وفحص العضلات الخارجية للبطن، فستكتشف بعد فترة أن التوتر والبطن قد تلاشيا.
لكن الناس يفضّلون التعامل بطريقة خاطئة مع بروز الكرش، فهم يحاولون سحبه دوماً للداخل. وبهذا الشكل يضيفون إلى التوتر الذي ينفخ البطن توتراً إضافياً، وعندها يتزايد ظهور مشاكل مختلفة في داخل البطن. كما أن زيادة التوتر تؤدي إلى توسيع عضلات البطن بمقدار التوتر الضاغط، وهذا الأمر منطقي لأن التوتر الأول ظهر فقط لكي يحميك من مخاوف معينة اختلقها عقلك. وكهذا يتزايد حجم الكرش بقدر ما تزيد الضغط عليه وبقدر ما يغذي عقلك المخاوف الموجودة لديك. وكلما قمت بقراءة مواضيع الرشاقة والريحيم التي تروّج للجسم النحيف، قمت بالضغط أكثر على بطنك، مما يؤدي إلى زيادة حجمه أكثر.
إذا أردت أن تحل مشكلة كرشك أوقف مكافحتك له وتقبّله كما هو وحرره واسمح له بالتواجد، وعندها ستبدأ بفهم لماذا تم بروزه، وستقوم التمارين الرياضية وتمارين الاسترخاء بالباقي، إذا كنت بحاجة لذلك.
بالإضافة إلى التوتر الخارجي هناك توتر داخلي موجود في عضلات البطن الداخلية، ولكن وصفه ليس سهلاً.
إحدى السيدات التي مارست التأمل وتحدثت مع جسدها وسمعت صوت أحاسيسه االداخلية، أجابت على السؤال : ” ماذا يرغب جسدك بأن يخبرك ؟”. قالت : ” يقول لي جسدي : أحبيني كما أنا وسأصبح كما تريدين”، فالجسد لديه وعيه الذاتي الخاص به.