قبل أسبوعَين فقط من الولادة كان على الأطبّاء أن يواجهوا جايم بالحقيقة المرّة وهي أن ابنتهما ليس لديها أنسجة رئويّة ونصحوها بإنهاء الحمل. تقول الأم الشابة: “كنت أشعر بها تركلني وكنّا قد سمّيناها وليس هناك أي طريقة لعدم حرمانها من فرصتها في الحياة”.
عندما أتت هيلينا إلى هذا العالم حضّر الوالدان نفسَيهما لوداعها. وقرر الأطبّاء أن ما من فرصة لها للعيش. ولكن على الرغم من كلّ الصعوبات أصبحت أقوى وأقوى، مما فاجأ عائلتها وفاجأ أطبّاءها أكثر. وأخيرًا بعد ستة أسابيع علِم والداها بتشخيص حالة إبنتهما: تعاني هيلينا من حالة نادرة من التقزُّم.
نجَت هيلينا من الموت 3 مرّات وتحمّلَت العديد من الجراحات وأمضَت الأشهر الثلاثة الأولى من حياتها في المستشفى. خلال هذا الفترة تعلّم والداها كيف يعتنيان بها جيّدًا بسبب حالتها الخاصّة التي تتطلّب الكثير من الوقت والعناية والمعرفة.
في الوقت الراهن تبلّغ والدا هيلينا أنهما كليهما يحملان جينات هذا التقزّم النادر – على الرغم من أنهما يبلغان حوالى 183 سم من الطول. ولكنهما يناديان ابنتهما الجميلة بكلّ مودّة “ثمبلّينا”. ولم يقرِّرا بعد ما إذا كانا سيضيفان إلى عائلتهما ولدًا آخر لأن هناك احتمال واحد من أصل ثلاثة لإنجاب طفل يعاني من المشكلة نفسها.
غالبًا ما يلبسانها فساتين حوريّات وأميرات من أجل إضفاء شعاع نور إلى حياة هيلينا والتخفيف من ثقل الفحوصات التي عليها أن تتحمّلها. يبدو أن هذه الصغيرة تلفت الانتباه لأنها تبتسم في كلّ صورة. كما أنها وقّعت أوّل عقد رسمي لعرض الأزياء. وقد احتفلت بعيد مولدها الأوّل منذ فترة قريبة.
شارك والدا هيلينا قصّتها والصعوبات التي واجهتها على صفحتها على الفيسبوك. تقول جايم: “أدهشتنا هيلينا بطرق شتّى. إنها معجزة صغيرة وآمل أن تساعد قصّتُنا أهلاً آخرين يواجهون الظرف نفسه”.
على هيلينا أن تزور الطبيب مرّتين في الشهر من أجل إجراء الفحوصات ولكن خلال الوقت الذي يفصل الزيارتين يقدّم لها والداها أفضل ما لديهما لجعل حياتها ممتعة ولا تُنسى. على أمل أن يستمرّا بالإحتفال بكل مرحلة تحوّل تنجزها. ومن يدري؟ ربما ستصبح عارضة أزياء مهمّة جدًا يومًا ما بفضل ابتسامتها المعدية.