تعترف إميلي أن لأولادها نوباتهم الخاصّة: “في نهاية المطاف إنهم أطفال!!” ولكنها تقول إن تحدّيات الانضباط الجدية نادرة ومتباعدة جدًا. ذات مرّة سألتها “ما سرّكِ؟” على أمل أن تمنحني بعض الحِكمة التي أحتاج إليها. هزّت إميلي رأسها قائلة:” تهديدهم بالعقاب؟ منحهم أوقات استراحة؟ رشوِتهم بحلوى الأوريو؟ لا شيء من هذا القبيل. الشيء الصائب الذي فعلته هو أنني أوضحتُ لهم منذ البداية ماذا أتوقّع منهم والآن كلّ ما عليّ فعله هو أن أنظر إليهم فيعلمون أن عليهم الإنضباط.”
قد يبدو ذلك أروَع من أن يُصَدَّق ولكن يتّفق الخبراء على أن لإميلي الفكرة الصائبة حول تعليم الأولاد حسن السلوك. يقول شارون ك. هال الحائز على شهادة دكتوراه وصاحب كتاب Raising Kids in the 21st Century:” عندما توضّحون تطلّعاتكم لأولادكم منذ طفولتهم، يستجيبون لهذه التطلّعات ويبدأون بتوقّع الأمور نفسها من أنفسهم.” بمعنى آخر عندما يميل الأطفال بشكل طبيعي إلى الرغبة في إرضاء أهلهم يحاولون أن يتصرّفوا بالطريقة التي علّمتموهم إيّاها. في الواقع يقول الخبراء إن الأولاد ما دون 18 سنة من العمر أكثر تعاطفًا واستجابة لتوقّعات أهلهم.
أخبار أفضل: إن تعليم الانضباط لطفل صغير ليس صعبًا كما يبدو. يقول روبرت بروك الحائز على شهادة دكتوراه ومساعد صاحب كتاب Raising a Self-Disciplined Child: “إذا ركّزتم على الأساسيّات بدءًا من عمر سنتَين، سيعتاد طفلكم بشكل أسرع وستقلّ مقاومته وفي النهاية سيصبح سلوكه أفضل”.
أخيرًا كلمة تحذير. لن تتمكّنوا من تعليم أطفالكم الانضباط بين ليلة وضحاها. لا شكّ في أنهم سيسيئون التصرّف في بعض الأحيان مهما حاولتم تجنّب ذلك. “ففي نهاية المطاف إنهم أطفال” كما قالت صديقتي إميلي. ولكن إذا استمررتم بالتركيز على هذه الرسائل سيغوصون في الدروس عاجلًا أم آجلًا. ما إن يبدأوا بالغوص ستخفّ حاجة أطفالكم حسنيّ السلوك إلى تدخّلكم أكثر فأكثر.