أقوى أنواع الحب، وأشدها جنوناً وحدّة، تمر عبر الشجارات من كل الأنواع. هل لاحظتم أن قصص الحب العظيمة لا تحكي عن وداعة المحبين الذين يعيشون في انسجام كامل بدون أدنى تصادم لسنوات طويلة من الهدوء حتى الموت؟ وهذا لسبب وجيه : أولاً لأن هذا ممل جداً، وثانياً لأن الحب العاطفي المتوحش الذي يغلي كبركان منذراً بالانفجار في كل لحظة، هو بعيد عن أن يؤمن الهدوء الكبير الذي نتوقعه !
هناك خصوصية ما في مشاركتنا الحياة مع شخص عقليته في النهاية مختلفة جداً عن عقليتنا. بسبب هذا، نتشاجر كل الوقت. في النهاية، إما نتشاجر وإما نمارس الحب، حسب الوضع…
الشجار هو في الواقع حجر الزاوية في الحب المجنون، كلمة السر، الوقود الذي يغذي شعلة العاطفة المفترسة والمحرقة. من هذه العاطفة يولد الحب. الحب العميق. الحب الذي يقطع الشهية، الذي يحرمكم من النوم، يخنقكم ويستهلككم تقريباً بشدته…
عندما أكلمكم عن الشجارات، بالتأكيد، أنا لا أكلمكم عن المواجهات الجسدية. أنا لا أكلمكم عن قذف الأطباق على الحائط، عن تحطيم رأس الحبيب وتبادل الضربات بالمقلاة.
أنا لا أكلمكم، وأظننا متفقين على هذا، عن إدماء شريككم، عن الخوف على حياتكم وأمنكم وكيانكم الجسدي. أنا لا أكلمكم عن العنف الكلامي والاعتداء النفسي، عن المضايقات الأخلاقية وغيرها. بالتأكيد، أنا لا أكلمكم هنا، وأنتم تفهمون هذا، عن الشجارات التي تستدعي البوليس أو المؤسسات الاجتماعية إلى منزلكم.
لا، أنا أكلمكم عن ” شجارات الأزواج ” بالمعنى الصحي والطبيعي للكلمة : شخصان ذكيان، ناضجان ومسؤولان، يندفعان إلى مواجهة شجاعة ومشتعلة حول موضوع يشغلهما.
في الواقع،لا شيء أكثر إثارة جنسياً وعاطفياً من شجار محتدم مع الحبيب أو الحبيبة حول موضوع يعنيكما أنتما الاثنين. هناك شيء مثير بشكل غريب عندما يتواجه شخصان، يحبان بعضيهما بجنون، فكرياً.
اقرؤوا الجزء الثاني لهذه المقالة .لهذه الأسباب عليكم البقاء مع الشريك الذي تتشاجرون معه تقريباً كل الوقت
موقع آي فراشة (Ifarasha)