دراسة محبطة: الرجال ينظرون إلى جسدك أكثر مما يتأملون وجهك
يقول الكاذبون: “أنا لست رجلاً يهتم بالثديين أو يكترث للمؤخرة أو بالساقين، أنا رجل يحب الوجه.” تشير دراسة جديدة إلى أن الرجال يمضون وقتاً في تأمل أجساد النساء أطول من الوقت الذي يمضونه في تأمل وجوههن ما يعني أننا نستطيع أن ننسى مسألة “مضادات الشيخوخة” ونترك وجوهنا تتحوّل إلى وجه أشبه بوجوه المومياء لأن احداً لا يكترث لذلك. دعونا نختبر هذا معاً!
ولا يقتصر التركيز على منطقة ما دون العنق على الرجال وحسب بل إن النساء يفعلن ذلك ببعضهن البعض وذلك وفقاً لدراسة أجرتها جامعة نبراسكا-لينكولن. واكتشف الباحثون ذلك عبر عرض صور نساء على المشاركين في الدراسة، صور تم تعديلها لتظهر استدارات الجسم بشكل بارز أكثر. أمضى كافة المشاركين في الدراسة بغض النظر عن جنسهم وقتاً في تأمل صور أجساد النساء أطول من ذاك الذي خصصوه لتأمل وجوههن.
تقول الكاتبة الرئيسية في الدراسة وأخصائية علم النفس الاجتماعي سارة جارفيه Sarah Gervais من جامعة نبراسكا-لينكولن: “نعيش في ثقافة حيث نرى النساء يستخدمن كأشياء للتفاعل على التلفزيون وفي وسائل الاعلام. وعندما نلتفت إلى النساء العاديات اللواتي نصادفهن كل يوم، نركّز أيضاً على هذه الأجزاء. ليس لدينا حتى الآن أدلة على أن الناس يفعلون ذلك بأجساد النساء. جلّ ما لدينا هو ما تفيد به النساء انفسهن لكن هذا جزء من العمل الأول لتوثيق واقع أن الناس يفعلون ذلك بالنساء.”
وقد أعطاني هذا فكرة لنكتة مبتذلة: إذا أردت يا سيدتي ألا ينسى صديقك او زوجك أموراً تهمك مثل عيد ميلادك وعيد زواجك، فاكتبي التاريخ على ثدييك.
لكن وقبل أن ترمي مساحيق التجميل وتصرخي: “لا أحد يهتم إذا ما ولدت بهذا الشكل أو إذا كان هذا بفعل الماكياج!” إليكن هذه المعلومة: شملت الدراسة 29 امرأة و36 رجلاً، وهي مجموعة صغيرة للغاية بحيث انه يكاد يكون مستحيلاً أن تمثل سكان البلاد كلهم. لو تم اختيار المشاركين من طلاب جامعة عامة لعكست النتائج فقط مواقف وسلوكيات شريحة صغيرة من الثقافة الأميركية وليس وباءً متفشياً. وتجدر الإشارة إلى أن الكثير من طلاب الجامعات فظيعون نوعاً ما.
بما أن الباحثين وجدوا اليوم هذه الطريقة الجديدة لتتبّع العين كطريقة للحكم على المكان الذي تتأمله، ما سيكون مثيراً للاهتمام هو دراسة تشمل عدداً أكبر من المشاركين من الفئات العمرية والمناطق والطبقات الاجتماعية والمستويات الثقافية المختلفة. هل النظر إلى المرأة كشيء أو غرض هي عادة الجيل الذي تربى في زمن الانترنت والأفلام الإباحية أوالجيل الذي تربى في عهد كان فيه “اختلاس النظر” مجرد تصرّف وضيع لا يسبب أيّ أذى؟هل تجد بعض المناطق في البلاد صعوبة أكبر في منع العينين من الانتقال نحو الأسفل؟ أم أن الجميع ينظر إلى المرأة إما كشريك محتمل وإما كموضوع تنافس وعلينا كلنا أن ننتقل إلى الجبال ونختفي كلياً من المجتمع؟ في كلا الحالتين، سأضع اليوم غطاءً للوجه والرأس.