لا شيء يدمّر العلاقة أكثر من نزاع يتخطّى الحدود حين تبدئين بتوجيه اللوم إلى الشريك وإثبات أنّه مخطئ وسيئ. لا تدعي الأمور تخرج عن السيطرة فتتفاقم النزاعات وتقرّقكما. اتبعي هذه النصائح لحلّ الخلافات في بدايتها.
انتبهي لكلامك وتجنّبي استخدام عبارات “ولكنّك…”، “أنت لا تفعل هذا أبداً”، “أنت تفعل هذا دائماً”. هذه العبارات تؤكّد أنّكما تخطّيتما الحدود ولا تفكّران بإصلاح الأمور. ولم تعودا تتشاركان آراءكما، بل انتقلتما إلى مرحلة إلقاء اللوم على الآخر. فيتصرّف كلّ منكما وكأنّ طريقته هي الأصحّ وكأنّ شريكه لايفكّر إلّا بالسوء عنه، ويدافع عن نفسه.
ولكن هذا التصرّف سيدفع الشريك إلى تخطّي الحدود بدوره، ولن يكون في المعركة فائز. لا تستسلمي، بل يجب أن تفهمي هذه الإشارات قبل أن تبلغا نقطة اللاعودة. فاحذري سلوكك العدائي وإلقاء اللوم على الشريك. فمتى بدأت تثبتين أنّه سبب المشكلة، تكونين قد دخلت لعبة التهجّم التي لا يفوز فيها أحد.
تحدّى نفسك بالاستماع إلى آراء شريكك واعلمي أنّ معظم التصرّفات تأتي نتيجة حافز ما.
وإن كنت تشعرين بتوتّر سببه عامل خارجي كالعمل مثلاً، فمن الأفضل أن تفصحي عن ذلك للآخر لتتجنّبا إثارة مواضيع مهمّة أو مشاكل عالقة أثناء فترة العب. أو أمضي بعض الوقت بمفردك لتهدئي وتصبحي جاهزة للتواصل، كما يمكنك القيام بنشاطات تخفّف من حدّة التوتّر كمشاهدة التلفاز، أو التنزّه أو التأمّل.
تبدأ ردّات الفعل الإيجابية حين تقرّران الإصغاء إلى آراء بعضكما البعض. فتستمعين إلى الشريك وتقدّرين ظروفه، وتسامحينه إن كان يمرّ بأوقات صعبة دفعته إلى التصرّف بسوء. وحين تلاحظين أنّك بدأت التدقيق لتثبتي أنّك على حقّ، تراجعي وأمضي بعض الوقت بمفردك وسيشعر كلاكما بتحسّن في اليوم التالي.