أليزابيث جيلريث المدعوّة لولو هي فتاة صغيرة في الحادية عشرة من العمر تعيش في ولاية نبراسكا في الولايات المتّحدة. ذهبَت مع أمّها فرجينيا وصديقة لها إلى مدينة الملاهي.
كانت البنتان متحمّستَين جدًا وتريدان اللعب إلى أقصى حدّ في مدينة الملاهي. توجّهتا إلى دوّامة خيل سريعة. اختارت الفتاتان لعبة اسمها تاج الملك. جلستا في دائرة على طبق وأمسكتا بالسور الموجود أمامهما. وانطلقت الدوّامة وأسرعَت. كانتا تقهقهان من الضحك.
فجأة شُدَّت لولو إلى الوراء وبدأت بالصراخ. كان المشهد سريعًا ولم يفهَم أي أحد ماذا يحصل. في الواقع انتُزِع شعر لولو الطويل المربوط على شكل ذنب الخيل. بسبب السرعة دخل شعرها في عجلات الدوّامة. وبفعل قوّة الجاذبيّة انتُزِعَت فروة رأسها بكلّ معنى الكلمة. صرخَت الفتاة من الألم وبدأ الناس بالصراخ من حولها فأسرع التقنيّ المسؤول عن الدوامة لإيقافها ولكن كان الأوان قد فات.
هرعَت الأم إلى ابنتها النازِفة. أغمي على لولو بسرعة بسبب الصدمة والألم، ونُقِلَت إلى قسم الطوارئ في المستشفى. في البداية ظنّ الأطبّاء أنها لن تنجو فهي تكاد لا تملك جلدة على رأسها حتى إن إحدى عينَيها قد تأذّت. ولكن لولو أثبتت أنها شجاعة ومكافحة. خضعَت لعدّة عمليّات من بينها عمليّة زرع للجلد على رأسها (مأخوذ من فخذها). كانت أمها موجودة إلى جانبها في كلّ لحظة لتدعمها بقدر ما يمكنها، حتّى أنها حلقَت قسمًا من رأسها تضامنًا مع ابنتها. تقول فيرجينيا شاهِدة: “تستطيع ابنتي أن تتخطّى أي عائق وهذا ما جعلني أتمالك نفسي وهذا ما جعلني قويّة.” تلقّت أيضًا دعم آلاف الأشخاص الذين جمعوا من أجلها أكثر من 60 ألف دولار.
اليوم ما زالَت مخلّفات الحادث موجودة على وجه لولو، وعلى هذه المراهقة الصغيرة أن تواجه نوبات الذعر الناجمة عن الصدمة النفسيّة. على الرغم من ذلك ما زالت تمضي قُدُمًا وتستعد لدخول الثانويّة هذه السنة. ومثلها مثل أي فتاة بعمرها هي قلِقة بشأن مظهرها.
اصطحبتها أمّها إذًا إلى متجر الشعر المستعار لكي تستعيد لولو الشعر الذي كان على رأسها من قبل. الفتاة الصغيرة خائفة جدًا لأن مظهرها تغيّر جذريًّا منذ وقوع الحادثة. جرّبت الكثير من الشعر المستعار واستمتعت بوضع الشعر الأشقر والزهري كأي مراهقة بعمرها.
بعد تجارب كثيرة وجدَت أخيرًا شعرًا يشبه شعرها القديم. عندما رأته دمعت عيناها لأن لونه مثل لون شعرها الأصلي تمامًا. عادت لولو كما كانت قبل الحادثة فغمرتها العواطف المتأجّجة.
تحرّكت عواطف الأم وابنتها وتشاركتا لحظة من السعادة في المتجر. يمكن لِلولو الآن أن ترى نفسها من جديد مثلما كانت من قبل إلى حدّ ما وهذا يرضيها. ستواجه عودتها إلى المدرسة بالمزيد من الهدوء.
بعد تجربة ابنتهما المريعة انطلق والِدا لولو في حملة لتحسين مستوى الأمن في الملاهي من خلال عريضة تتنقّل على الإنترنت. وهما يحاربان بكلّ قوّتهما لكي لا تتكرّر هذه المأساة مع ولد آخر.
قصّة لولو صادمة جدًا ولكن الشجاعة التي أبدتها هذه الفتاة الصغيرة كلّ يوم استثنائيّة. استطاعَت النهوض وتعلم العيش بشكل طبيعي تقريبًا. لا يمكن لقصّتها إلّا أن تُلهِمنا دائمًا بأن نحتفظ بالأمل مهما حصل معنا. نتمنّى لِلولو عودة موفّقة إلى المدرسة ونرسل لها كلّ أفكارنا الإيجابيّة.
إذا لفتت نظركم هذه القصة من ifarasha إلى خطر لم تنتبهوا له من قبل، شاركوا هذه القصة مع غيركم من الآباء والأمهات. شكراً لكم !