أنتم مثل أكثريّة الأهل تحاولون إظهار أن الأمور ليست بالسوء الذي تجعلها ابنتكم تبدو عليه. حاولتم التفاهم معها وتفسير قواعدكم والدفاع عن خياراتكم وتحسين الأمور بطريقة ما.
يريد الكثير من الأهل أن يتمكّن أولادهم من التكلّم معهم. يريدون أن يُظهِروا لأولادهم أنهم مستعدّون للاستماع إليهم عندما تبدو الأمور صعبة عليهم. يريدون أن يشجّعوا أولادهم ليعبّروا عن رأيهم. ولكن عندما تكون الشكاوى متواصلة معظم الوقت كيف تضعون الحدود؟ ماذا يمكنكم أن تفعلوا؟ الحلول أسهل مما تظنّون.
حاولوا الخروج من المشكلة. من المغري أن تقفزوا وتحلّوا أي شيء يسبّب شكوى ابنكم. للأسف قد يحجزكم ذلك في شجار أو قد يؤدّي إلى المزيد من الشكاوى. بدلًا من ذلك ركّزوا تعليقاتكم على المشاعر بدلًا من إيجاد حلّ أو دفاع. مثلًا إذا اشتكَت ابنتكم من معلّمتها، بدلًا من أن تدافعوا عن المعلّمة أو عن المدرسة يمكنكم أن تقولوا لها “سمعتُ أنكِ مستاءة من ذلك. أتريدين منفسًا أم تتمنّين إيجاد حل؟”. أحيانًا مجرّد جعل ابنتكم تعبّر عن مشاعرها يسمح للشكوى بأن تتشتت من تلقاء نفسها. ولهذا الأمر علاوة إضافيّة فهو يعيد توجيه ابنتكم بمهارة لتفكّر كيف يمكنها التجاوب مع تحدّياتها بطرق أكثر فعاليّة.
حدّدوا وقتًا للشكوى. أحيانًا نحتاج جميعنا لبعض الراحة. إذا استمرّت هذه الشكاوى بالتوافد إليكم طوال اليوم يمكنكم تحديد “وقت للشكوى” كما ينصح جايمس ليهمان في كتاب The Total Transformation Program. حدّدوا وقتًا كلّ يوم مثلًا بعد العشاء حيث يكون لابنكم 10 دقائق ليشتكي فيها من كل شيء يزعجه. ضعوا له حدودًا بموعد وبمدة محددة من الوقت. إذا نسي وبدأ ينتقد أمرًا ما ذكّروه أنه يستطيع إخباركم بكلّ ذلك في وقت الشكوى في المساء. يمكنكم أيضًا أن تعطوه دفتر مذكّرات يكتب فيه كلّ شيء إذا اشتكى من أنه سينسى مما يشتكي الآن! للأولاد الأصغر سنّا يمكنكم صنع قسائم للشكاوى – 3 أو 4 قسائم يوميًّا وإذا نفدت هذه القسائم يجب أن ينتظر إلى اليوم التالي ليتكلّم عن شكواه.
تذكّروا أن الأمر لا يتعلّق بما إذا كانت شكاوى ابنكم شرعيّة أم لا – فأحيانًا يحتاج الأولاد (والكبار) إلى أن يُسمَعوا. ليس عليكم أن تتجادلوا معه عند كلّ شكوى ولا أن تجدوا حلًا لكلّ تحدٍّ يواجهه ابنكم. وليس عليكم أن تخضعوا للشكاوى المستمرّة طوال اليوم. من خلال تطبيق هذه الوسائل – وضع حدود للشكاوى والاعتراف بالمشاعر بدلًا من إيجاد حلول – يمكنكم أن تصنعوا جواً هادئاً بعيداً عن الشكوى من حولكم.
هل تعيشون مع الشكاوى المستمرّة؟ دعونا نعرف من خلال تعليقاتكم أدناه. نتمنّى لكم من ifarasha بضع لحظات من السلام هذا الأسبوع!