أتتساءل أيها الرجل عن المرأة وميولها؟ أتحار بأمرها لأنها قد تفضل عليك أنت المثقف المتعلم رجلاً أشبه ما يقال عنه إنه ابن شارع؟ هل الخطب فيك أنت الرجل الواعي المهذب أم فيها ؟ ما هي يا ترى الصفات التي تجذب المرأة إلى الرجل؟
قد تسمع نساء يقلن إنهن يردن “رجل أعمال سيء” ولكن رجال الأعمال السيئين غير موجودين في الواقع – يبدو ذلك بالنسبة كاجتماع لفظتين متناقضتين. ولكن الواقع أنهن يردن رجلاً لديه حسّ الشارع وشهادة جامعية. ولكن، بأمانة، كم مرّة صادفتم “سيئاً” حقيقيًّا يرتدي بذلة الى العمل كل يوم؟
تُعجب بعض النساء برجل لديه نوع من “خشونة الشارع”. وهو أمر يجذب أكثرية النساء الى رجال يبدون قادرين على تدبّر أمورهم، والقادرين على “تدبّر” أمرهنّ أيضًا… سواء كان ذلك على شكل حماية جسدية أو براعة جنسية.
قد يكون “المثير” و”والسيء السلوك” مختلفين بعض الشيء. إذ يجب أن يكون جميع الرجال قادرين على تدبّر أمورهم وأن يتمتّعوا بذكاء الشارع أو بفهم عملي سليم، لا أن يكونوا مجرّد أبناء مدينة متمرّسين أو شبابًا سيّئي السلوك من منظورهم الخاص. لست بحاجة الى امتلاك الكثير من العضلات لكي تكون رجلاً “حقيقيًّا”. أن تكون رجلاً سيّىء السلوك لا يجب أن يجعلك بالضرورة جذّابًا أو في موقع متقدّم، ولكن مع ذلك إن الكثير من النساء ينجذبن الى رجال يشبهون المجرمين وقطّاع الطرق أكثر ممّا يشبهون الأساتذة الجامعيين. عليه أن يكون “جنديًّا”. بعض النساء يُخضعن الرجال بشكل غير واعٍ لاختبارات تظهر قوّتهم، قدراتهم القيادية وسيطرتهم الإجمالية؛ هذا مبدأ “بقاء الأصلح” في الصميم. لا نريد رجلاً يمكننا أن نسيطر عليه كلّيًّا ولا يستطيع اثبات نفسه والدفاع عن حقوقه، لأنه إذا كان غير قادر على مواجهتنا بجرأة، فكيف سيتمكّن من حمايتنا؟ الذكر المهيمن (ألفاا.
ولكن هل تساوي “الخشونة” القوّة؟ هل تجعلك العضلات أوتوماتيكيًّا ذكرًا رئيسًا؟ هل الرجال المثقّفون الذين يتمتّعون بالأمان المادي أقل جاذبية لأنهم قادرون على سحقك بفكرهم وذكائهم ومحفظتهم بدلاً من قبضتهم؟
ولكن معظم الرجال الذين قابلتهم ويبدون “كرجال سيئين” ليسوا أفضل الرجال الذين يمكننا إقامة علاقة معهم. إن النساء قد يعرفن منطقيًّا أن هذا النوع من الرجال هو خيار سيّء، فقد تطوّرن بيولوجيًّا وثقافيًّا طوال آلاف السنين ليستجبن إيجابيًّا لسمات الذكر ألفا المهيمن، على صعيد بدائي أوّلي لا تفكير فيه. والواقع أن ذلك صحيح تمامًا لأنّنا إذا استعملنا عقلنا، لبدا عندئذٍ الذكر بيتا (الثاني) أكثر جاذبية بكثير بالنسبة الينا.
الذكر بيتا هو الذكر الآمن: هو مسؤول، وقد لا يكون مسيطرًا جسديًّا بقدر الذكر ألفا، لكنّه ذكي ويمكن الاعتماد عليه. ولكن، لسوء الحظ، يبدو أن الذكر ألفا هو خيارنا الثاني. فالطبيب الذي يوحي شكله بالجدّية والعلم والميل الى الفكر والثقافة لا يتمتّع، لا من قريب ولا من بعيد، بالجاذبية التي نجدها عند “أبو خنجر” مثلاً، فنتجاهله على أمل ترويض تاجر المخدّرات هذا. لا نولي أهتمامًا لشخص من نوع “أوباما” مثلاً، لأنه لا يتمتّع بسمات رجل الشارع أو قاطع الطرق التي نبحث عنها. لا نقول إن جميع النساء يفعلن ذلك، ولكن بالنسبة الى اللّواتي يفعلن ذلك، أتساءل عن السبب.
أليس من المفترض ، بالنساء الراشدات ، أن يرغبن في الرجل الذي يحفّزهن ذهنيًّا وليس فقط جسديًّا؟ في رجل يستطيع على الأرجح الدخول الى مصرف مسلَّحًا برصيد متين ودفعة أولى من ثمن بيت يريد شراءه ويملك مجموع سندات وأوراق تجارية رابحة؟
هل تجدين أنه من المثير أن تكوني مع رجل يعرف كيف يقاتل، لكنّه لا يستطيع الذهاب الى مقابلة عمل والحصول على الوظيفة؟ لا تسيئيوا الفهم، فهناك رجال يعملون في الشركات الكبرى يعرفون تمامًا كيف يرتدون بزّة ويلبسون أيضًا الجينز والحذاء الرياضي في عطلة نهاية الأسبوع.
سيدتي انتبهي عندما تختارين ولا تقعي في فخ قد لا يمكنك الفكاك منه.
موقع آي فراشة (Ifarasha)