إن الكثير من الناس الذين أعرفهم يخطبون، يتزوّجون وينجبون الأطفال. كل شيء في وقته. ولكن هناك الوجه الآخر للعملة: يعاني بضعة أشخاص من تدهور حالة زواجهم أو هم في الطريق الى تحطّم زواجهم كلّيًّا. لماذا يحدث ذلك؟ كيف يمكن له أن يتوقّف؟
هناك ثلاثة عوامل أساسية لارتفاع نسبة الغاء الزواج والطلاق الى هذا الحد في أيّامنا هذه. فلنعرض لكلّ منها:
1) تفشّي الإباحية
السبب الأوّل هو الإباحية، التي تكوّن منظور الرجل للحياة الجنسية في ثقافتنا ومجتمعنا اليوم. اليكم بعض الإحصائيّات المروّعة المتعلّقة بالإباحية:
• 9 من كل 10 فتيان يتعرّضون لمواد إباحية قبل سنّ ال18
• تحقّق الإباحية عوائد سنوية عالمية بقيمة 20 مليار دولار أميركي
• 7% من الممثّلين في الأفلام والصور وغيرها من المواد الإباحية يحملون فيروس HIV (فيروس الآيدز)
• 79% من نجوم الأفلام الإباحية قد تعاطوا الماريجوانا، 50% تعاطوا مخدّر الإكستازي، 44% تعاطوا الكوكايين و39% تعاطوا حبوب الهلوسة لأنهم لا يستطيعون تقبّل الطريقة التي يُعاملون بها
• 1 من كل 8 عمليّات بحث على الإنترنت هي للمواد الجنسية
• إن احتمال نظر الرجال الى المواد الإباحية يفوق بنسبة 543% هذا الاحتمال عند النساء
• إن احتمال النظر الى المواد الإباحية يكون أكبر بنسبة 218% عند الأشخاص الذين سبق لهم أن ارتكبوا الزنا
• إن احتمال النظر الى المواد الإباحية يكون أكبر بنسبة 270% عند الأشخاص الذين سبق لهم أن حصلوا على الجنس لقاء المال
• إن احتمال النظر الى المواد الإباحية يكون أقل بنسبة 63% عند الأشخاص السعداء في زواجهم
• إن احتمال النظر الى المواد الإباحية يكون أقلّ بنسبة 45% عند الأشخاص الذين لديهم أولاد مراهقون في البيت
• أكثر من 1 من كل 5 عمليات بحث على الهواتف المحمولة هي لمواد إباحية
• يستخدم حوالى 64-68% من الرجال الراشدين الشباب وحوالى 18% من النساء المواد الإباحية على الأقل مرّة واحدة في الأسبوع
وإليكم الحجّة المفحمة- وفقًا للعديد من الدراسات، يؤدّي التعرّض المطوَّل للمواد الإباحية الى:
• انخفاض الثقة بين الزوجين- إذا كنت تستطيع أن تخونها بمشاهدة المواد الإباحية، فليس مستبعدًا أن تتمكّن من خيانتها في حياة الواقع.
• الاعتقاد أن العلاقة الجنسية غير الشرعية هي حالة طبيعية – هناك الكثير جدًّا من الأفلام الإباحية التي تصوّر خيانة الزوج أو الزوجة. ويجعل ذلك الأمر يبدو وكأن الجميع يقومون بذلك.
• السخرية حيال الحب أو الحاجة الى الحنان بين الشريكين الجنسيين – الحب في الزواج هو أخذ وعطاء، وليس احتكارّا أنانيًّا.
• الاعتقاد أن الزواج مقيِّد على الصعيد الجنسي – نظرًا الى مشاهدة كل تلك الوضعيات الجنسية والمغامرات في الأفلام الإباحية، تُصبح موجَّهًا للاعتقاد أن الزواج مملّ ولا يمكنك الخروج منه.
• عدم الانجذاب الى العائلة وتربية الأولاد – إن الرغبة الجامحة والزائدة في ممارسة الجنس نتيجة مشاهدة الأفلام الإباحية تجعل الأمر يبدو وكأن الجنس هو الهدف النهائي للجنس، وهو ليس كذلك.
في المرّة القادمة، عندما تفكّر في مشاهدة الأفلام الإباحية، فكّر في زواجك وزوجتك وكيف سينخر ذلك علاقتك على نحو خبيث وخقي.
2) موافقة العالم
“لا بأس في الطلاق.”
“الطلاق عادي.”
“هذه أمور تحدث.”
هذا ما يقوله الناس في أيّامنا هذه عن الزواج. منذ بضع سنوات، كان هذا التصريح اعتُبر شائنًا مهينًا. اليوم، أصبح هذا القول هو المعيار.
هناك ثغرة هائلة نجدها في مقاييس العالم اليوم. الخلافات أمور تحدث. ولكن عندما يُسمح لبذور الخلاف بالنمو في تربة الكبرياء، فسيدمّر ذلك زواجك. لا تدع الخلاف ينمو في التربة غير الملائمة. بل اغرسه في التواضع وحقائق الله وسوف ينمو ليصبح رابطًا قويًّا بين الزوجين.
الحقيقة هي أن الطلاق لا “يحدث” هكذا. وليس أمرًا “عاديًّا”. ليس عاديًّا على الاطلاق. هو أمر مدمّر. أنت لا تريد التعامل معه- ولا أنا أيضًا.
إن إدراكك أن الطلاق هو أبعد ما يكون عن “العادي” يجعلك تتيقّظ للاحتراس منه. حتّى وإن كان العالم يؤيّد الطلاق والانفصال والغاء الزواج، فهذا لا يعني أنه الشيء الصائب.
3) التخلّي عن دور الله
الزواج قصة حب ثلاثية- الله هو أقوى وأهم لاصق للحب الذي يكنّه أحدكما للآخر.
من دون الله، زواجكما هو علاقة ثنائية مليئة بالخلافات والنزاعات سوف تنهكك عاطفيًّا فجسديًّا ثم مادّيًّا، وهلمّ جرًّا. ويصح ذلك أيضًا في أي علاقة غرامية. يجب أن يكون هناك وسيط بين اختلافاتكما أحدكما مع الآخر.
سأتزوّج قريبًا بامرأة رائعة، رائعة حقًّا، وقد اختبرنا مجموعة من الخلافات. ويمكنني أن أقول بصدق أنه من دون الله، لكُنّا انفصلنا في مرحلة ما على الطريق. مرّت أوقات نجحنا فيها في إيجاد طريقنا مجدّدًا الواحد الى الآخر بفضل تذكّر كيف أن الله جمعنا معًا كثنائي.
أريدك أنت وزوجتك أن تختبرا اشيء نفسه.
الزواج احتفال يبدأ بالله ويجب أن يستمرّ معه، وينتهي أخيرًا معه.
لا تسقط في الأشراك الموجودة وراء الانفصال والغاء الزواج والطلاق.