الدانمرك : دروس إجبارية في تعليم التعاطف للأولاد
الإحساس بعواطف الأشخاص المحيطين وفهمها : إنه هدف هذه الدروس الفريدة من نوعها… يجب على الدول الأخرى أن تستلهم من هذه التجربة وتحتذي بها.
لكي نوفر الفرص لأولادنا من أجل أن ينجحوا، من الضروري أن يتعلموا القراءة، الكتابة والرياضيات. لكن هذا لا يكفي. يلزمهم أكثر من هذا بكثير من أجل تطورهم العقلي والعاطفي. وقد فهم الدانمركيون هذا : إنه البلد الوحيد في العالم الذي تعلّم المدارس فيه التعاطف ! هل هذا هو سر البلد الأكثر سعادة في العالم ؟
ما هو التعاطف ؟ إنه القدرة الفطرية على أن نضع أنفسنا موضع الآخرين وعلى الإحساس بما يشعرون به. بكلام آخر، التعاطف يعني قدرة الناس على الإصغاء للآخرين وعلى فهم مشاعرهم.
هذا ما يتعلمه الصغار الدانمركيون بين عمر 6 و16 سنة، بمعدل ساعة أسبوعياً، بموجب قانون صدر سنة 1993.
بالتأكيد، لا يمكن تعليم التعاطف كما نعلّم القواعد أو الرياضيات. ليس هناك منهجية ولا فروض أو واجبات. مع هذا فمن الممكن تعليمه.
في خلال هذه الحصص، يكون الطلاب مدعوين بكل بساطة للتواصل، للإصغاء وللتبادل فيما بينهم. مثلاً، من أجل أن يجدوا حلاً مشتركاً فيما بينهم أو من أجل المشاركة في تحضير كاتوه وتناوله معاً.
هذا لا يبدو مهماً لكن هذه اللحظات الثمينة تعيد تشكيل شخصية الأولاد مدى الحياة. بينما الوقت الذي يستغرقه هذا الدرس ليس وقتاً ضائعاً، إنه أساسي وضروري.
في الواقع، برهنت دراسة نشرتها جامعة ميشيغان في الولايات المتحدة، أن الطلاب اليوم أقل تعاطفاً بكثير من الطلاب في سنوات الثمانينات والتسعينات.
والسبب المباشر ؟
طغيان الأنانية وسيطرة “الأنا”.
ونتيجة هذا الانغلاق على الذات : أصبح ثلث الطلاب حسب هذه الدراسة مصابين بالاكتئاب…
إذن، تعليم الطفل على الإحساس بعواطف من حوله وبانفعالاتهم، لا يفيد محيطه فحسب، ولكنه يفيده هو أيضاً : أن يكون الطفل متعاطفاً فهذا يعطيه فرصة أكبر كي يصبح فيما بعد بالغاً سعيداً، ناجحاً ومتوازناً.
هذا بالطبع مهم بمقدار أهمية حصص اللغة أو الرياضيات أو العلوم !
إذا كانت الدانمرك مصنفة في المرتبة الأولى بين الدول الأكثر سعادة في العالم، فهي ليست مصادفة. على وزارات التربية والتعليم في بلادنا أن تتعلم الدرس، أليس كذلك ؟
وأنتم ما رأيكم ؟ يهمنا في آي فراشة أن توافونا بتعليقاتكم. إذا أعجبتكم هذه الفكرة، لا تترددوا في مشاركتها مع معارفكم وأقاربكم. شكراً لكم !