تنشأ الأسرة، تعيش، تتطور ثم تموت. أرفع الأحاسيس والعواطف، أغزر الطاقات، ألذ وأقوى المتع وأشد الآلام التي لا يمكن تحملها… كل ذلك يترافق مع مفهوم الأسرة عندما يتقابل شخصان وتنشأ بينهما عاطفة تؤدي إلى خلق مصير مشترك ينتج عنه مستقبل وأولاد ذوو طباع وصفات مشتركة
في البداية يتم تشكيل الأسرة على مستوى الطاقة الرفيعة في اللاوعي. يحصل لقاء بين الأرواح قبل التعارف على المستوى الرفيع حيث يتم تحديد سيناريو التطور المشترك. حالما يصل الرجل والمرأة إلى سن البلوغ،وبشكل غير ملحوظ بالنسبة لهما،تبدأ عملية البحث عن المستقبل إلى أن يلتقيا.
تبدأ معاناة كبيرة في فترة ما قبل البلوغ تكون مرتبطة عادة بالأحداث المستقبلية. لكي يظهر الأطفال إلى الوجود،يجب إيقاف الظلم المتبادل والغيرة والكراهية. يساعد المرض الإنسان لكي يصبح أكثر طيبة،إضافة إلى مجموعة من الأحداث قد تساعد الأولاد في الخروج إلى هذا الكون، هؤلاء الأولاد الذين من أجلهم تتشكل الأسر.
إن ما نسميه مجتمعاً ودولة، هو في الأساس مجموعة مترابطة من العلاقات المنتظمة. هذه العلاقات تتشكل بداية في الأسر. إن امتلاك القدرة على الحب والاهتمام المتبادل بين أفراد الأسرة والتضحية بالنفس عند الضرورة والاستمرار في المحبة بغض النظر عن الألم والخسارة،والتسامح تجاه عيوب ونواقص الآخرين،كل تلك المواصفات تتوافر عند تشكيل الأسرة. إذا حصل لسبب من الأسباب وأخذت الأسر بالتفكك والانحلال،فإن الدولة بأكملها سوف تسير في طريق الفناء والدمار.
إن العاطفة غير المرئية وغير المحسوسة في اللاوعي هي التي تدعم تشكيل الأسرة وتطورها، والشيء نفسه ينطبق على الدولة. إن عدم احترام الأهل بعضهم البعض يورّث إلى الأطفال ويتسبب في تدمير مستقبل أسرهم.
سيرغيه لازاريف – Dr Sergey Lazarev