قواعد العلاج حسب منهج ” حوار الأصوات”
1- قبل كل شيء إذا أجريت جلسة علاجية، عليك أن تستوعب جيداً أنك وسيط ليس إلا، لا أكثر ولا أقل.
في جميع الحالات عندما نأخذ دوراً ما، فإننا نتخذ موقفاً معيناً، وبهذه الطريقة نجبر المريض على أن يحتل الموقف المعاكس. وبهذا الشكل، وبدلا ًمن أن يتم حوار الأصوات، سيحدث حوار مغلق وميت، هذا إذا حدث شيء أصلاً. فدورك كوسيط يجب إن يكون حيادياً مهما كان ما رأيته أمامك أو سمعته.
2- على الوسيط أن يتصرف كما يتصرف الصحفي.
وهذا يعني أولاً أن تطرح الكثير من الأسئلة لكي ترسم حدود الشخصية الجالسة أمامك. تتناول هذه الأسئلة كل شيء، مثل : كيف تشعر الشخصية نفسها الآن، كيف يبدو مظهرها، ماذا تفضل أن تأكل، ماذا تلبس، مع من تتعامل، ما رأيها بمسألة ما.
ثانياً، الصحفي الحقيقي خالٍ من الانفعالات ولا يأخذ أي موقف أثناء إجرائه لمقابلته الصحفية. يمكنه أن يتخذ موقفاً معيناً بقصد أن يحفز الوضع، ولكنه يفعل ذلك إرادياً، وليس لأنه يعتبر شيئاً ما صحيحاً أو خاطئاً. فما السبيل لاتخاذ موقف ليس فيه تحيز؟ يجب أن تتخلص من مشكلاتك الذاتية وأفكارك وتقييماتك لما هو جيد أو سيء. فالموجود هو المريض فقط، وهو بالنسبة لك الشخص الأكثر أهمية وتقديراً، وعندها تنسى نفسك وآراءك.
3- أحياناً لتحفيز المريض على إخراج إحدى شخصياته الداخلية إلى السطح، عليك أن تخرج نفس الشخصية الداخلية لديك. وبالعكس، عندما تخرج إلى سطح وعي المريض شخصية داخلية ما، يمكننا أن نخرج الشخصية نفسها في أنفسنا للمحافظة على تواجد تلك الشخصية على السطح وللتعرف عليها أكثر. فمثلا ًروى لي صديقي روبرت ستامبوليف قصة معالجته لمريض نفساني دعي لمعالجته. عندما خرج إلى سطح وعي المريض شخصية داخلية تماثل شخصية قاتل عاش في القرن الماضي، أخذت هذه الشخصية تتكلم معه بلهجة تهديد حادة، فبدأ روبرت يتعامل مع هذه الشخصية باللهجة نفسها والألفاظ نفسها. فسألته مندهشاً:” كيف أتتك الجرأة للتصرف بهذه الطريقة ولماذا لم يقتلك فوراً؟”، فرد عليّ :” كان مربوطاً إلى سريره بأربطة متينة”.
وبعد عدة جلسات اختفت هذه الشخصية لأنها كانت تعيش بسبب قمعها والصراع معها مما كان يقويها ويغذيها.
4- لا تسعَ أبداً لمساعدة المريض في حل مشكلته، حتى لو رأيت أنه يتوهم أو يخطئ في شيء ما. فأولا ًيحتمل أنه ليس هو الذي يتوهم ويخطئ بل أنت، لأنه ليس معروفاً ما هو الصحيح وما هو الخطأ.
ثانياً ربما تنقصك الخبرة في إعطاء الجواب الصحيح وعندها تزيد من حيرة وارتباك المريض.
مهمة حوار الأصوات هي تعريف المريض على شخصياته الداخلية ليدركها، وليس مساعدته في إصلاحها. فبعد أن يتعرف المريض على شخصياته الداخلية ويدركها ويشعر بها، تحدث عملية الشفاء ذاتياً ودون تدخل خارجي، لأن الأجزاء المنفصلة في” الأنا” تسعى دائماً إلى الاتحاد مع بعضها البعض لتصبح كاملة. ودور الألم هو دفع الإنسان باستمرار نحو حل مشكلة الانفصال.
5- في كل مرة تتعامل فيها مع الشخصيات الداخلية، تعامل معها كما تتعامل مع أشخاص لا تعرفهم، أي مع مظهرهم فقط من دون أن تحكم عليهم.
6- قبل أن تبدأ الجلسة العلاجية، قم بالتوجه الكامل نحو الشخص الجالس أمامك وحاول أن تشعر بما يشعر به. حافظ على هذا الاتصال أثناء انتقال الشخص إلى شخصياته الداخلية وحاول أن تشعر بأقل التغييرات فيه وعندها يصبح بمقدورك ملاحظة ما إذا بدأت شخصية داخلية أخرى بالدخول على الخط.
7- إذا كنت خائفاً من شيء ما فلا يجوز أن تبدأ الجلسة. فمنذ البداية يجب أن تتخذ موقفاً حيادياً.
8- لا تقم بأي تفضيل أو تصنيف لأي من الشخصيات الداخلية.
9- لا تحاول النفوذ إلى داخل الأنا المرفوضة قبل أن يتعرف المريض إلى مجموعة “الأنا” الأولية لديه وعلى المدافع ” المراقب”. لأن الأنا المرفوضة غالباً ما تحتوي على طاقة سلبية مدمرة تزرع الدمار عند خروجها إلى السطح، فحاول أن تهتم بسلامتك.
أنا أشعر ببرد مزعج عندما أرى أثراً لهذه الشخصية وهي تطفو للحظة على سطح الوعي ثم تعود إلى الأعماق عندما تقتنع أن كل شيء على ما يرام. إن رائحتها مخيفة.
10- لا تحاول أبداً أن تستدعي شخصية داخلية ما إلى السطح دون أن تطلب الإذن من المدافع”المراقب”.
11- في البداية تعامل مع ” الأنا ” الأولية، ثم مع ” الأنا ” المجروحة ، ومن ثم تصبح الطريق سالكة أمامك نحو ” الأنا” المنبوذة.
12- لا تلعب دور الخير، ولن يكون هناك في مواجهتك شر.