1- اجلس على الكرسي في مواجهة المريض. يجب أن يجلس المريض أيضاً على كرسي، وأن يكون الفضاء حولكما كافياً ليحرك المريض كرسيه بحرية في الغرفة باحثاً عن المكان المناسب لشخصيته الداخلية.
2- ألقِ على المريض التحية واسأله إن كانت المسافة الفاصلة بينكما تناسبه.
ملاحظة:في بداية ممارستك، وإلى أن تكتسب خبرة كافية، يستحسن وجود شخص مراقب أو اثنان في الغرفة.
3- اسأل المريض إن كان يعارض وجود هؤلاء الأشخاص معه.
4- اقض مع المريض وقتاً كافياً في حوار عام لإقامة اتصال متين مع ” الأنا” الشخصية لتقويتها. إذا كنت تتعامل مع”أنا” ضعيف فإن المريض يمكن أن يتوه أثناء الجلسة ويتسبب بالضرر لحالته النفسية.
5- إذا كان المريض يخاف من أمر ما، حاول أن تتبين سبب خوفه. قل له إذا كان غير موافقٍ على سير الجلسة فليبق حيث يرى هو الأنسب.
6- خلال حديثك مع المريض حاول أن تتبين بطريقة خفية مبادئه في الحياة. وبهذه الطريقة تتعرف على مراقبه (المدافع لديه).
7- عندما تشعر بأنك أصبحت جاهزاً اسأل المريض إن كان راغباً في التعرف على المسؤول عن تطبيق هذه المبادئ لديه. وبعد أن تحصل على الموافقة، اقترح على المريض أن يحس أين تريد هذه الشخصية التواجد وإلى أين ترغب بنقل كرسيها. فشخصية المراقب تفضل غالباً أن تقف مباشرة وراء الكرسي الذي يجلس عليه المريض.
اشرح للمريض أن عليه أن يسمح لهذه الشخصية بالخروج إلى السطح والتحدث.
8- عندما يتخذ المريض وضعية جديدة ويمضي فيها عدة ثوان ثابتاً، فإنه سيعطيك إشارة بنفسه إلى أنه مستعد وذلك بأن ينظر إليك منتظراً.
يحدث أحياناً أن ينتقل المريض، ليس إلى وضعية المدافع (المراقب) بل إلى شخصية داخلية مقموعة، على الرغم من أن ذلك نادر جداً. وعادة تكون شخصية كهذه غير خطيرة. عندما ينتقل المريض إلى شخصية منبوذة كهذه، فهي غالباً ما ترفض الحديث وتصمت. اتبع عندئذ سير العملية دون تسريعها. اشعر فحسب. فالطفل المنبوذ مثلا ً سيتحدث معك في الأكثرية المطلقة من الحالات من خلال حواسه وليس بصوت واضح، ففيه الكثير جداً من الألم. عايش هذا الألم معه، ولا تسرّع العملية ولا تحاول أن تتدخل وتساعد. اترك الأمور تجري كما هي.
9- ألق التحية على الشخصية الداخلية التي خرجت إلى السطح، وابدأ الحديث معها عن حالتها الشعورية وهل تريد التحدث معك.
تنبيه: لا يجوز الانتقاد ولا السخرية ولا المحاكمة ولا الموافقة. فما إن يظهر عندك الانتقاد أو المحاكمة حتى تصطدم مع “الأنا” المنبوذة أو المرفوضة لديك. يفضل عندها إيقاف الجلسة العلاجية. وبشكل عام إذا أحسست بأن شيء ما يحدث بشكل خاطئ، أوقف الجلسة فوراً. كما إنه إذا ظهر لديك خوف من الشخصية الداخلية التي ظهرت، أو شعرت أنها تقمعك، أوقف الجلسة واطلب من المريض أن يعود إلى موقعه الأول.
إذا وافقت الشخصية على إجراء الحوار، عندها يمكنك أن تطرح عليها الأسئلة التالية:
أ- هل ظهرت في حياة المريض (يجب ذكر اسمه دائماً) منذ زمن بعيد؟
ب- هل تذكر الشخصية الداخلية هذه الحادثة وهل يمكنها أن تحدثك عنها؟
ج- كم عمرها؟
د- ما هو جنسها؟
هـ- كيف تبدو؟ ماذا تحب أن تأكل؟ ماذا تحب أن تلبس؟ مع من تحب أن تتعامل؟ ما هو نمط الحياة الذي تحب أن تعيشه؟
و- ما هي نسبة الوقت الذي تستحوذ عليه من الشخص؟
ز- ماذا كانت ستفعل لو استحوذت على وقته كله؟
ح- إذا كانت هذه الشخصية منبوذة، اسألها ماذا كانت ستفعل لو تواجدت أكثر على سطح الوعي، وإذا سمح لها بالخروج أكثر.
ط- ماذا تملك؟ وماذا تحب أن تفعل؟ وبماذا تنجح أكثر؟ وما رأيها بهذا الأمر أو ذاك؟. ( اطرح عليها مشكلة يعيشها المريض)
ي- أين موقعها في الجسم؟
ك- ماذا تفعل في وقت فراغها؟
ل- كيف تتدخل في الوضع؟ وماذا تفعل لتسيطر على الوعي وتوجه الوضع إلى الاتجاه المطلوب؟
م- هل تشعر هذه الشخصية الداخلية بأن هناك من يقاومها في داخل نفس المريض؟
ن- إذا كان الأمر كذلك، فهل تسمح لهذه الشخصية الداخلية الأخرى بالخروج إلى السطح للتعرف عليها؟
س- هل تريد أن تقول شيئاً آخر قبل أن ترحل؟ واعرض عليها أن تعود إلى مكانها.
كثيراً ما يحدث أن الشخصية الداخلية لا تريد العودة بعد الحوار. فلا تخف لأن ذلك يعني أنها تريد أن تقول شيئاً مهماً بالنسبة لك وبالنسبة للمريض. فتابع معها.
ملاحظة:السؤالان م _ ن يطرحان بعد عدة جلسات مع المريض نفسه، بعد أن تتعرف جيداً على مراقبه ويشعر جيداً بطاقته. وعندها يستطيع المريض أن يتحكم بنفسه بالشخصية الداخلية غير المرغوب فيها عند الضرورة.
يحدث أحياناً أن المريض، ورغم انتقاله إلى شخصيته الداخلية، إلا أنها لا تظهر بوضوح. فأعده إلى الوراء إلى الوضعية المتوسطة وتحدث معه وحدد المسألة مرة ثانية وحاول ثانية أن تتصل مع شخصيته الداخلية. فإذا لم ينجح الأمر في المرة الثانية فسينجح في المرة الثالثة.
10- بعد أن يعود المريض إلى الوضعية المتوسطة، أي وضعية ال”هو”، اترك له عدة دقائق لكي يستعيد وعيه وينفصل عن تلك الأحاسيس السابقة. اسأله بماذا يشعر وهل سمع ما دار حوله من أحاديث، وهل شعر بوضوح بطاقة هذه الشخصية. إذا كان الجواب لا، أعده إلى تلك الشخصية الداخلية لكي يتعرف عليها بشكل أفضل.
يمكنك أن تنهي الجلسة عند هذا الحد فالأمر كافٍ كبداية. وسيميّز المريض بنفسه، في خلال حياته اليومية، هذه الأحاسيس وهذا الصوت، مما سيساعده في بعض الظروف على التعرف على نشاط المدافع (المراقب). أما إذا كانت هذه الجلسة ليست الأولى في تعاملك مع المريض، فيمكنك أن تدخل في شخصيات داخلية أخرى وتدرسها، كأن تدرس مثلا ًشخصيات الناقد أو المحفّز أو المُرضي أو المثالي.
بعد أن تتعرف جيداً على الشخصيات الداخلية الأولية، يمكنك أن تباشر دراسة “الأنا” المجروح الذي يخاف من أي شيء، ثم ادرس ” الأنا” الثانويين، ثم ادرس “الأنا” المنبوذين، طبعاً بعد أخذ موافقة “الأنا” الأوليين. فالحوار معهم يجري بنفس الطريقة.
11- بعد إجراء الحوار مع كل شخصية من شخصيات المريض يجب إعادته إلى حالة ” الهو” الخاصة به.
عندما تكتسب الخبرة الكافية، يمكنك استخراج شخصية داخلية من شخصية داخلية أخرى.
12- بعد كل جلسة من الضروري القيام بعملية الإدراك. يقف المريض أو يجلس بجانب الوسيط، ولا يهم من أي جانب. ويكرر الوسيط ويشرح للمريض خطوة خطوة كل ما حدث أثناء الجلسة. أي أن الوسيط يمر بالتتابع عبر الجلسة كلها من البداية وحتى النهاية، ويذكّر المريض بما حدث.
13- بعد الجلسة يجب الانفصال بنعومة عن المريض، والطلب منه أن يفصل نفسه شعورياً عنك، وأنت قم بنفس الشيء مع نفسك. وعندها لن تنشأ التبعية بينك وبين المريض، تلك التبعية التي يمكن أن تقود إلى علاقات غير مرغوب فيها في المستقبل.
14- عند انتهاء عملية الإدراك، يحين وقت تقاسم الانطباعات. ويشارك المراقبون في هذه العملية مشاركة فعالة.
ملاحظة: يمنع أي انتقاد للشخصيات الداخلية أثناء الجلسة، فالجميع يتقاسم بأحاسيسه فقط. ويجب تجنب التحليل قدر الإمكان باستثناء تحليل أخطاء المعالج.
مع تكرر عملية الإدراك عند المريض، يتم تشكيل “الأنا المدرك” عند المريض. عندما يتطور “الأنا المدرك”، يظهر عند الإنسان الخيار والقدرة على اتخاذ القرارات التي تزداد دقة وتوازناً. وإلا فإن القرارات تظل تتخذ من قبل “الأنا” الأوليين أو “الأنا” المنبوذين، وفي هذه الحالة لا وجود للحرية. ومن الواضح أن القرارات التي تتخذ من قبل الأنا المدرك تتجاوز العقل وبالتالي فهي الأكثر صحة.